+ A
A -
يومان فقط يفصلان العالم عن الحدث الذي ينتظره البعض بترقب والبعض الآخر بخوف وتوجس، الحدث الذي لا يوجد شك بانه سيغير وجه السياسة الدولية للاربع أو الثماني سنوات قادمة.
بعد يومين فقط سيقف دونالد ترامب ليؤدي اليمين كأول رئيس اميركي منتخب يفزع العالم بأسره – باستثناء روسيا – لوصوله إلى البيت الابيض، ولاشك ان جميع ساسة الارض سيجلسون قبالة التليفزيون ليسمعوا ويحللوا كل كلمة ستخرج من فم هذا الشخص الذي لا مبالغة في القول بانه احد اغرب الظواهر السياسية في القرن العشرين.
اعتقد كثيرون بعد ان مر زلزال فوز ترامب بالانتخابات ان هذا الاخير سيغير مواقفه تدريجيا وسيسير بحكم الامر الواقع إلى ما يسمى بـ MAINSTREAM POLITICS أو السياسات المتعارف عليها، الا ان ايا من هذا لم يحدث حتى الآن ما يشير إلى أن السنوات الاربع القادمة ستكون مختلفة عن أي شيء اختبره العالم حتى الآن في تعامله مع البيت الابيض.
فعلى صفحته على تويتر استمر ترامب في فعل ما اعتاد عليه منذ دخوله الحملة الانتخابية الرئاسية وتحديدا التسويق لمواقفه الحادة والمختلفة ومهاجمة المنتقدين ايا كانوا.
فخلال الاسابيع الماضية انتقد ترامب وسائل اعلام كثيرة ورموزا وطنية بل انه ذهب ابعد من ذلك عندما شبه ممارسات وكالة الاستخبارات الاميركية بممارسات المانيا النازية لمجرد انها فتحت تحقيقا حول امكانية قيام الاستخبارات الروسية بجمع معلومات عنه قد يكون بعضها خطيرا ومحرجا.
لم يكتف ترامب بذلك بل واصل نهجه في مهاجمة سياسيات الهجرة في الدول الاوروبية وحتى مهاجمة حلف الناتو الذي وصفه بانه كيان قد عفا عليه الزمن، واتساقا مع نهجه الذي لم يحد عنه حتى الآن فقد واصل تحديه لشركاء اميركا الاوروبيين عبر تشجيع المزيد من الدول على ان تحذو حذو بريطانيا وتنسحب من الاتحاد الاوروبي في نفس الوقت الذي لم ينفك فيه يشيد بروسيا بوتين، معتبرا انه سيعمل على بناء علاقات اكثر متانة معها.
لا احد يمكنه التنبؤ بشكل السياسية الدولية خلال السنوات القادمة، ولكن ترامب الحريص على ترك تركة مختلفة والذي جاء من وسط بعيد كل البعد عن السياسية، لن يألو جهدا لتحقيق بعض وعوده أو معظمها، معتمدا بشكل اساسي على تأييد اليمن المتطرف والبيض من متوسطي التعليم الذين يعتقدون ان بوسعه تغيير اوضاعهم الاقتصادية نحو الافضل.
قبل ايام من تسلمه الرئاسة رسميا بات ترامب يملك الكثير من الاعداء في الداخل والخارج ويبقى ان ننتظر ونرى ان كان ترامب قادرا على تنفيذ وعوده ام اننا سنكتشف قريبا ان إدارة اميركا تحتاج اكثر بكثير من مجرد تصريحات نارية ومواقف حادة!

بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
18/01/2017
4321