+ A
A -
هل يعد الكاتب كاتبا عندما يكون خياره فقط البقاء على قيد الكتابة، وكما ان مجرد البقاء على قيد الحياة لايعني الاستمتاع بالحياة، فان البقاء على قيد الكتابة قد لايعني اكثر من مجرد الادمان على عادة وصلت إلى مرحلة المهنة. مهنة الكتابة في مجتمعاتنا خطيرة لانها في النهايه قول أو بالاحرى رأي فهي بالتالي محفوفة بالمخاطر نظرا لان الكاتب قد يعلم من اين يبدأ ولكن ليس بالضرورة وربما دائما لايعلم إلى اين سينتهي. الكاتب في حالة اختناقه يبحث عن وسيلة لانه قد لايتحمل ان الا يكتب ومن هنا يبدأ التلمس عن طريق لذلك لكي يبقى على قيد الكتابة لا ان يعيش الكتابة حياة. هذه الحالة غير الصحية تسيء إلى الكاتب والى المجتمع واللجوء إلى الوسائل الاخرى كالمنتديات قد تحول الكتابة إلى ابتذال كرد فعل نتيجة للمنع. الكاتب احد رموز مجتمعات الفرجة كنجوم السينما والتليفزيون ولكنه اسهلهم اصطيادا وسقوطا ككبش فداء. يتحول المجتمع إلى مجتمع فرجة عندما لاينتج المجتمع رموزه فهو ليس اكثر من متفرج تنشأ هذه الرموز اما ذاتيا وبالتالي تتحمل مسؤوليتها بشكل فردي أو تنشأ اصطناعيا بحماية يراد منها تقديم دور أو توصيل فكرة من اجل هدف معين أو سياسة معينة يراد بثها داخل المجتمع، الكاتب في مجتمعاتنا من الرموز القائمة ذاتيا بمعنى ليس هناك طلب مجتمعة عليه من الاساس وكل ما يملكه المجتمع نحوه اما تشجيعه في حالات أو التبرؤ والاستعاذة منه في حالات اخرى، لذلك تشيع فكرة البقاء على قيد الكتابه كمهنة استرزاق وربما للبقاء في ذاكرة المجتمع وكثيرا ما تشيع عبارة «انا اشوف صورتك في الجرائد» دون ذكر للمقال أو للكتابة، مجتمع فرجة بامتياز. مجتمع الفرجة، الاصلاح فيه حاله فردية كلٌ يراه حسب حاجته ومن منظوره فالمتدين يراه فيما يعتقده في دينه مهما كان جزئيا كمنع سياقة المرأة أو عدم الاختلاط وما إلى ذلك والمتحرر يراه في الانفتاح والسياحة والانتهازي يراه في التأثير أو الوصول لمن يملك القرار وهكذا، في مجتمع كهذا كيف يمكن للكاتب ان يتناول قضايا عامة بل من اين له بقراء وليس بمتفرجين. يشيع الشعر لانه فن الفرجة وتنتعش السينما والتليفزيون لانهما فن الصورة ولكن الكتابة تختلف لانها فن الفكرة كم رواية هزت عروش الانظمة عبر التاريخ وقلبت الموازين وكم من مقال احدث تحولا لدى المجتمعات الفارزة لرموزها في الغرب. هناك يكتبون باسم المجتمع وهنا نكتب لكي يتفرج المجتمع فرق كبير بين عالمين عالم ينتج رموزه وعالم آخر يبحث عن رموز ليتفرج عليهم في ساعة صفا ولايسأل عنهم بعد تلك الساعة. لم تعد الكتابة شفاء لما في الصدور ولكن البقاء على قيدها قد يكون امرا ليس من دونه حول لمن تغلغلت في اوصاله واختلطت حتى اصبح يفرزها افرازا لايسيلها كلمات وحروفا .
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
15/01/2017
1765