+ A
A -
بالتأكيد يحق لقطر أن تفاخر بين دول العالم بمبادرتها الرياضية ذات الأبعاد الإنسانية وهي كأس العمال الذين يعملون في بناء المنشآت والبني التحتية لمشاريع وملاعب كأس العالم 2022 بعد أن وفرت لهم أعلى معايير الأمن والسلامة والسكن والرعاية الصحية والمدن العمالية الخمس نجوم، فاضطر رئيس الفيفا الجديد أن يقول إن أوروبا تحتاج لمئات السنين لتفعل ما فعلته قطر.

ويحق لقطر أن تفخر أن بطولة كأس العمال في نسختها الرابعة شهدت زيارة رأس الهرم الكروي في العالم السويسري الإيطالي جياني إنفنتينو للاعبيها والتقاط الصور التذكارية معهم وهي صور ستبقى عالقة في أذهان أصحابها طويلا، وكنت أتمنى لو حظيت هذه البطولة بتغطية عالمية في نشرات الأخبار والبرامج الرياضية والاجتماعية من خلال عرض بعض القصص الإنسانية لهؤلاء العمال وحتى زيارة بلدانهم الأم والتعرف على أوضاعهم هناك وكيف تغيرت بعد العمل في قطر، وأيضا توزيع لقطات من البطولة على كل القنوات العربية والغربية لأهمية الرسائل التي ستصل إلى العالم بعد تقرير منظمة العفو الدولية الجائر وغير الدقيق أبدا، والأكيد أن فكرة هذه البطولة وأبعادها الإنسانية أكبر من أبعادها الرياضية وأتمنى أن تتحول لبطولة عالمية وحتى إلى كأس للعالم للعمال مع حلول عام 2022 فتكون قطر قد قدّمت للعالم ولعمال العالم خدمة وفكرة ولدت لتعيش، وهي لا تقدر بثمن لأن هدف قطر من وراء استضافة كأس العالم ليس مجرد مباريات كروية تجري في ملاعب بمواصفات عالمية بل أن تكون قطر في قلب وعقل العالم وأن تقدم نفسها كدولة شابة طموحة وقادرة على المنافسة عالميا رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها.. ولهذا نعتبر كأس العالم في قطر هي كأس لكل العرب ونجاحها نجاحا لنا ودعما لمشاريعنا وطموحاتنا المستقبلية، والخبرة التي نكتسبها جميعا من هذه التجربة ستفيدنا جميعا وليست للقطريين وحدهم.



بقلم : مصطفى الآغا

copy short url   نسخ
08/05/2016
2056