+ A
A -
بعد خمسة عشر عاماً قضتها في طلب العلم بين «مملكة الدنيا» في عينيها والمملكة المتحدة، ولم يكن يشغلها سوى هدف واحد، هو أن تؤهل نفسها لخدمة بلادها بثقة مستمدة من العلم والخبرات التراكمية وبعد أن قضت رحلة عمر وعلم من البكالوريوس إلى الماجستير للدكتوراه فضلا عن آلاف الدورات وورش العمل التي خضعت لها في تلك الرحلة الطويلة من حياتها، وبعد ان اعترف العلم بعلمها وباتت تقدم دورات في أرقى المؤسسات الوطنية وأكثرها شهرة ومسؤوليات، يطلب من هذه الأكاديمية أن تحضر دورات تدعو للضحك والبكاء. فمثلا في الوقت الذي تقدم فيه دورات لتثقيف خريجي الجامعات في أحدث آليات العمل الاحترافي تدعى لحضور دورات لتعلم الأبجديات المهارية في العمل الإداري، أي كيف تكون فعالة في مجال عملها وكيف تدرك اختياراتها؟، وكأنها جديدة بالوسط المهني ولم تقدم دورات في مثل هذا المجال وأكبر من ذلك محتوى واهميته لأصحاب المهن والتخصص، وكـأن من دعوها إلى دوراتهم لا يعلمون!. وتدعى لحضور دورة الذكاء العاطفي.. وكأنها لا تدري كيف تدير مشاعرها الشخصية ولا تملك الحس المرن بالعمل المهني، وهي التي كافحت طيلة الخمسة عشر عاماً حتى حصلت على الماجستير في الموارد البشرية ورخصة «CIPD» في التخصص ذاته ومرشدة مهنية مرخصة دولياً، فضلا عن كونها مدربة معتمدة من أرقى المراكز في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كأنهم لا يعلمون..؟ وتدعى لحضور دورة إدارة ضغوط العمل وكأنها لم تتحمل ضغوطات العمل والتعامل مع اختلاف أنماط الشخصيات المتعاقبة في مسيرتها المهنية ومسؤوليات الحياة وإدارتها بطريقة احترافية حتى بلغت المستحيل، هل هم لا يعلمون؟ وتدعى لحضور دورات كثيرة من هذا النمط وأقل منه مستوى ومحتوى بالرغم من كونها شخصية مهنية تقدم محتوى أرقى من ذاك بكثير، أم أنهم لا يعلمون.. إن كانوا يعلمون فهذه مصيبة وإن لم يكونوا على علم فالمصيبة أكبر.
هذا نموذج من النماذج فكم منكم قد سمع أو أبصر مثل هذه النماذج في حياته المهنية... فهذا ما يحدث بين المتعلم وغير المتعلم لأنه يرى كل الناس لا تفقه «مثله».
مدربة تنمية بشرية
بقلم:روضة عمران القبيسي
copy short url   نسخ
08/01/2017
4323