+ A
A -
تشكل المجلات الثقافية مؤشراً متحركاً في الخط البياني لثقافة كل شعب، فهي إذا كانت تعبر عن خصوصية هذه الحياة ونبضها وخياراتها وقدرتها على التواصل مع تراثها وحاضرها، ومع ثقافات كل الشعوب الأخرى في العالم، فلا شك أنها تحقق طموحات الكتاب والقراء في تطوير حياتهم، الكثير من شبابنا اليوم لديهم أفكارهم المستقلة والجريئة وتحتاج بيتاً تسكنه ليحتويها وينشرها من أجلهم، فهم لم يكتفوا بالقراءة فقط في عالم الإنترنت وغيره ولكنهم في أحيان كثيرة يعبرون بالكتابة أملاً في صناعة المستقبل، فالمواقع الاجتماعية والمدونات والمنتديات على النت، أظهرت مواهب شبابية غير مسبوقة، شباب قطري عالمي يشارك ويعلق أولاً بأول ويتعقب الأحداث لحظة بلحظة، هنا الموهبة الفطرية ليست رفاهية أو ترفاً، ولكنها حجراً يقذف في البحيرة الراكدة، في هذا المناخ الشبابي المميز.
قارئي العزيز نلاحظ أنَّ تعدد المجلات العربية لا يعني تباينًا في فلسفة هذه المجلات التي تماثلت بشكل عام في أبوابها وزواياها الثابتة ونوعية ما يعرض فيها من نتاج فكري وثقافي وأدبي، ونلحظ تشابها في طريقة تعاطي هذه المجلات مع الشباب، رغم اختلاف أسماء روادها، لكن هذه المجلات لم تفسح المجال أمام الإبداع الشبابي والتي أكدت على إظهاره مجلة الماسة والتي أصدرها قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، والتي قامت عليها مجموعة متميزة من طالباتنا من أنوية الإعلام اللواتي زجّجن بأنفسهن من مرحلة التنظير إلى مرحلة التجربة إلى مرحلة الإنتاج والدخول لسوق العمل من خلال عملٍ يستند على أنامل أنثوية متخصصة ومبدعة في إطارٍ رصين يخرج عن قالب الأعمال الكلاسيكية الأخرى التي لا تتحرر من إطار التدريب الميداني أو المشروع النهائي للتخرج فتموت بعد الميلاد مباشرة!
وفي الحقيقة كوني خريجة قسم الإعلام بجامعة قطر يجعلني دومًا أترقب طلابنا وطالباتنا وأنتظر منهم الجديد والمفاجئ، وفي كل فضل دراسي وعام جامعي أجد أن زملائي أبناء وبنات القسم في حركة علم وعمل دؤوبة من أجل تقديم الجديد لمجتمع العمل الذي أصبح ينتظر مشاريعًا (تستفزه) دومًا بسقف الجودة والطرح القوي الاحترافي، وهذا ما وجدته مجتمعًا في (ماستنا) التي نقدمها بين يديك اليوم.
مجلة (الماسة) والموجهة للماسات... جمهور القراء من النساء؛ أعوّل عليها شخصيًا الكثير، فهي تهدف لطرحٍ متميز بطريقة احترافية، وجاءت المجلة لتسد ثغرة جوهرية في الساحة الثقافية العربية والقطرية بوجه التحديد، لتكون سباقة في مجالها، حيث اختصت بالإبداع الشبابي الأنثوي والأدب الجديد، وأسهمت في نفض الغبار عن الطاقات الشبابية الإعلامية المنسية في غياهب الإهمال والرفض، وسعت المجلة لتطوير الإبداع الشبابي والارتقاء به إلى مصاف النصوص المبدعة، من خلال النقد البناء والتشجيع الهادف والسياسة المدروسة، حيث نلاحظ عن كثب تعطش الشباب إلى مثل هذه المجلات، لاسيما ممن يمتلكون بذور الإبداع والرغبة في الإسهام في الثقافة العربية.
وأتمنى أن نحتفل على تواتر بهذه الإنجازات الرائعة لطلبتنا الواعدين، إعلاميي اليوم...إعلاميي المستقبل!
كاتبة وباحثة أكاديمية
بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
06/01/2017
3900