+ A
A -
مما يؤسف له أن كل المؤشرات تقول إن العام 2017 لن يكون عاما سعيدا على منطقتنا أو البشرية، فكثير من الأزمات الإقليمية والدولية لازالت طريحة فراش الوجع في غرف عمليات لم تحسم، وخواتيم العام المنصرم لا تبعث على الارتياح، إن بكوارثها، أو بأزماتها، لذا سيكون العام الجديد واحدا إضافيا في عمر أزمات بدت طاعنة، أظن أنها سوف تستعصي على حل قريب.
انظروا مثلا إعلان قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاوسند، أن قواته تحتاج لعامين إضافيين من القتال العنيف لإنهاء داعش في العراق وسوريا، وإشارته إلى أن عملية الموصل توقفت لفترة قصيرة وذلك لإراحة المقاتلين وقوله إن «القتال ضد داعش سينتقل بعد إتمام تحرير الموصل والرقة إلى الصحراء حيث سيحاول التنظيم إعادة تجميع صفوفه هناك»، ولو أن داعش جيش نظامي عتيد يحسب له الحساب لما قال فيه ما قاله قائد التحالف.
وانظروا ايضا تدشين الرئيس ترامب ولايته بتعيين محاميه ومستشاره ديفيد فريدمان سفيراً لأميركا لدى إسرائيل، والذي قال في أول تصريح له لصحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية: إنه سيعمل على تحقيق أمنية الرئيس الذي وعد بنقل مركز السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، التي تعتبرها إسرائيل «عاصمتها الأبدية الموحدة»، وانظروا ايضا سعي اسرائيل إلى ضم كبرى الكتل الاستيطانية إلى الدولة العبرية.. فهل اننا إزاء مخطط لتسخين الحرب ضد داعش لتمرير غايات الدولة العبرية في التوسع.
ويزيد من الشعور بالخطر والتشاؤم مما هو قادم وقوع حوادث إرهابية خطيرة المقصد في غير بلد عربي، وفضلا عن ذلك فإن الأحوال الاقتصادية في دول عربية عدة تشهد أزمات تراكمية بعضها خطير وعلى نحو قد يمدد فوضى بمجتمعات، ومن ذلك يصعب التفاؤل بعام جديد الا اذا أراد القدر غير ذلك.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
02/01/2017
1052