+ A
A -
اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ينهي عامه الرئاسي الأخير بـ «صفعة مدوية» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تردد صداها في قاعة مجلس الأمن الرئيسية عندما وافقت «14» دولة على قرار تاريخي ضد الاستيطان من دون ان تنقضه الولايات المتحدة، مع تصفيق حار في القاعة لقرار هو الأول من نوعه منذ «36» عاما.
تعرض أوباما ونائبه جوزيف بايدن لعملية إذلال طويلة من جانب نتانياهو عبر توسيع الاستيطان وتدمير عملية السلام، ورفض جميع المقترحات لاستئناف المفاوضات، وتكمن أهمية القرار الجديد في تجاهل واحدة من المحرمات في السياسة الأميركية، كانت تقوم على عدم المس بإسرائيل على الإطلاق.
هناك من يرى أن الكلمة الأخيرة هي للكبار فقط، وإسرائيل على رغم تعنتها وتحركها وكأنها فوق جميع الأعراف والقوانين، فهي غير محصنة من الرقابة الدولية والفيتو الأميركي لن يحميها كل مرة. هناك من يعتقد أنه يجب عدم التعويل كثيرا على قرارات مجلس الأمن، ذلك أن العبرة على الدوام في التنفيذ، وكثيرا ما رأينا العديد من القرارات تنتهي إلى لاشيء، حتى أنها لم تعد مرجعية تصلح للبناء عليها، إن ذلك صحيح تماما، لكن في الحالة الأخيرة نحن أمام تغير كبير له مغزاه، وهو إشارة مفادها أن الكيل طفح، ولابد من إجراءات قادرة على لجم إسرائيل.
كما أن على إسرائيل أن تدرك بأنها في مواجهة عزلة دولية، فدعم ترامب لا يكفي لمواصلة احتضانها أما مجلس الأمن المقبل الذي سيضم السويد وبوليفيا وكازاخستان وإثيوبيا كأعضاء غير دائمين، فهو نذير شؤم اكبر لنتانياهو. كل ذلك يتعين على الرئيس الأميركي المنتخب أن يدركه، وأن يدرك أيضا أن كل الفوضى التي يشهدها العالم، تعود في جانب رئيسي منها إلى الاحتلال الإسرائيلي، وطالما بقيت القضية الفلسطينية دون حل، فإن هناك الكثير مما يؤرق المجتمع الدولي اليوم سيبقى دون حل أيضا، وقرار مجلس الأمن مناسبة لإعادة النظر في قضية تأخر حلها كثيرا جدا.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
29/12/2016
4007