+ A
A -
التحليق:
ذلك الألم في العضلات، الخوف من انقطاع الأوتار، ثم الرعب من الدوار..
الألم المتوقع في العضلات:
عندما أفكر في انتزاع جسدي من الأرض، عندما أفكر في الذهاب إلى أعلى. أتذكر فورا ذلك الألم العظيم الذي أعود به في كل مرة أحلق فيها... أشعر بآلام الدنيا في كل عضلات جسدي، تلك المرتبطة بالقدمين والأجنحة والرقبة والقفص الصدري والظهر، أنتم تنظرون لي من الأسفل وفي الغالب تحسدوني على هذا القدرة، على المنظر من فوق، لكنه ألم مبرح مع كل خفقة، وخوف حقيقي من أن تقطع الأوتار.. هذا ما أشعر به وأنا أنظر لكم من فوق، وهذا ما يُفوت المتعة، أقول لكم الصدق، لو أنني أستطيع المشي جيدا لم فكرت في التحليق مطلقا.. ولتخليت عن كل هذا الرعب.
بمناسبة الخوف من انقطاع الأوتار:
الوتر، ذلك الذي وبدون صمغ يربط العضلات إلى العظم مباشرة، يشدهما إلى بعض، ويسمح بالحركة، وفي حالتي هنا يسمح بالتحليق.. هو أكثر ما أخشى عليه عند انتزاع جسدي من الأرض ثم الاندفاع إلى أعلى، هذا الوتر هو سلاحي الأهم في مواجهة أعداء التحليق.
عند الحديث عن أعداء التحليق:
أعداء التحليق هم من يحاول اختطاف فكرة أنني كائن طليق، ومحلق. وأنا بكل صدق أخشاهم بشكل حقيقي وعميق.
الجاذبية، تلك اليد القاسية والمحكمة وكلية القدرة.. تلك اليد التي تشد وتتشبث وتربط، الجاذبية هي السيد والكائنات، كلها، بما فيهم أنا -من يتخيل الجميع أنني الناجي الوحيد - عبيد لها.
الجاذبية عندما تضاعف الجهد على الأوتار تشعرني بخوف هائل وأنا أتوقع سماع صوت التمزق المرعب مع كل ضربة جناح.
بمناسبة الحديث عن العدو الأول نتحدث عن العدو الثاني: الريح
الريح وهي تدفع بقوة، وهي تسميت لأفقد السيطرة، الريح عندما تجيء من الأعلى، من الخلف، عندما تضرب في الوجه مباشرة، تفقدني كل المتعة ويمضي الوقت وأنا في خوف شديد من فقد السيطرة.
بالنسبة للدوار: لا يمكن لي الحديث عن شيء تعيشون معه يوميا
التحليق:
فكرة تحرر غير منطقية، ولا يمكن تحقيقها.

بقلم : ضيف فهد
copy short url   نسخ
25/12/2016
4010