+ A
A -
علماء الطيور والحشرات توصلوا إلى حقائق تجعل الكافر يؤمن بعظمة الله وقدرته المطلقة، والأمثلة كثيرة فقد وجدوا أن حمار المزارع يصدر صوتا في الليالي الدافئة يدعو بها أنثاه إذا بعدت عنه وان نقيق الضفادع ليلا هو أيضا نداء وأسراب الفيلة لا تكف عن الغمغمة وهي تسير في جماعات فإذا سار فيل وحده سار صامتا مما يدل على أن هناك لغة للحشرات والطيور والحيوانات فأصوات الغراب المميزة هي تحذير لأبناء جنسه من خطر ما، وفي أوقات المرح يصدر صوتا مختلفا ويقول العالم «أوكلاند» في دراسة مطولة عن سلوك الغراب إنه طائر مكار وهو لص وقبل أن تنام الغربان تجدها في محادثة طويلة ذات ضوضاء، ولاحظ أوكلاند أن لكل غراب مخزنا سريا قد يكون ثغرة في شجرة أو تحت سقف بيت قديم أو خلف حجر ووجدوا أن الغربان تجمع في هذه المخازن السرية ما يعجبها وخاصة كل ما يتألق في الشمس قطعة صفيح أو قطعة من مرآة مكسورة، أو قطعة من طبق أو فنجان مكسور.
ودلت أبحاث العلماء على أن الحشرات لها لغات، العنكبوت مثلا يتحدث من خلال الخيوط التي ينسجها وللعالم الروسي فرولوف كتاب عنوانه «سمك يستجيب للتليفون» عن تجربة أجراها في المعمل فقد وضع مجموعة من الأسماء في حوض به ماء وربطها بسلك كهربائي خفيف جدا ولا يمنع الأسماك من السباحة وكان كلما أجرى التيار الكهربائي في السلك ويصاحبه بدق جرس فكان السمك ينتفض من تأثير الكهرباء وبعد عدة مرات كان يدق الجرس فقط بدون إطلاق الكهرباء فينتفض السمك عند سماع الصوت وكانت هذه التجربة هي البداية لأبحاث العالم الروسي بافلوف على الكلب وخرج بنفس النتيجة وأطلق على هذا السلوك تعبير الفعل المنعكس الشرطي.
ومعلوم لمربي الخيول والكلاب والقطط أنها تفهم كلمات من لغة أصحابها وتستجيب لأوامرهم ومعلوم لمربي الدجاج أنه يسارع إلى صاحبه عندما يدعوه للغذاء بصوت معروف..
ومن النتائج الأخيرة لدراسات علم الحيوان أن الحيوانات تنام وترى أحلاما في نومها وأحيانا تقوم من نومها فزعة تتلفت في كل الاتجاهات مما يدل على أنها شاهدت حلما مخيفا، والأسماك أيضا والطيور تنام والحصان ينام واقفا «وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون» (النحل – 68).. وإن كانت هذه الحقائق يصعب تصديقها ولكن قصة النبي سليمان التي جاءت في القرآن تدل على أن النمل له لغة يتفاهم بها وأن الله أعطى لسليمان القدرة على فهم هذه اللغة عندما قالت نملة لأخواتها «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون»، فتبسم سليمان من قولها.. سبحان الله.
والإنسان يتفق مع الحيوانات في بعض الصفات ويتميز على سائر المخلوقات فهو الأرقى في مملكة الحيوان وقد ميزه الله بالعقل والذاكرة التي تختزن الأحداث لسنوات.
يتبع

بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
24/12/2016
18719