+ A
A -
ما أن تقرأ العنوان حتى تصاب بالغثيان ليس لطعم السوشي ولكن لغرابة العنوان! فكيف يعقل أن تكون أكلة السوشي اليابانية هي أكلة قطرية تراثية.. بل ويقال إنها تمثل الوطنية!! فتخيل معي عزيزي القارئ أن أسرة يابانية حصلت على الجنسية، وبعد مرور عدة أجيال طالبوا بأن يكون السوشي طبقا تراثيا يعبر عن هوية البلد!
لا ننكر أن الأكل هو لغة عالمية انصهرت وذابت في الكثير من البلدان.. وهناك تداخل كبير بين دول العالم وخاصة دول الخليج حيث يتشابه المطبخ الخليجي في معظمه.. ولكن مهما كان هذا الاندماج وتشابه مكونات الطبخ وحتى طريقة التجهيز بل وحتى طريقة التقديم فلا نستطيع أن نقول إن طبق المطازيز السعودي هو طبق بحريني رغم التقارب بين البلدين.. ولا حتى أكلة المالح الإماراتية هي أكلة كويتية ولا طبق البرنيوش القطري هو طبق سعودي أو أن تقول إن المقلقل اليمني طبق كويتي.
فعلاً قد نتشابه فيما بيننا وتتداخل العائلات ويحصل البعض على جنسية هذا البلد أو ذاك.. ولكن تبقى لكل دولة خصوصيتها وتقاليدها وعاداتها الخاصة. وكل من يقول بعكس ذلك وإن الاندماج أمر حتمي فستجده هو أول من سيرفض أن تكون المهياوة، والكسرة طبقا خليجيا. إذا هو الإقصاء لمكونات غذائية رئيسية في المجتمع وتقريب أطباق أخرى بحجة أنها أقرب إلى مذاقك.
ولعل سبب تقبل الكثير منّا للبرياني والقيمة والجباتي كأكلات خليجية رغم أصولها الهندية بدعوى أنها لن تحدث تغييرا في البنية الخليجية.
إن التنوع الثقافي والاجتماعي هو إثراء لأي مجتمع، والتعايش فضيلة إنسانية بشرط أن تقبل الجميع أو تقصي الجميع.
وبالهناء والشفاء.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
22/12/2016
5108