+ A
A -
غريبة ان تكون «كتابة الرواية» قرص أسبرين لرؤساء دول علاجا من ضجر السياسة وعناءاتها، فما نشرته «الديلي ميل» البريطانية حول ما كشفه كتاب جديد تناول تفاصيل السنوات الأخيرة في حياة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتفرغه لكتابة روايات، يثير اسئلة، ويحتاج إلى تفسير، بالخصوص ان صدام حسين ليس الرئيس الوحيد الذي لجأ إلى الرواية، بل هناك رؤساء عرب وآخرون أجانب شاركوه نفس الهواية، فالزعيم الراحل جمال عبد الناصر كتب رواية سماها: «في سبيل الحرية»، كما كتب السادات روايا بعنوان: «ليلة خسرها الشيطان»، ولصدام حسين مؤلفات مجموعة قصصية اخرى فيما اذكر.
وهناك العشرات من الرؤساء الاجانب كتبوا سيرتهم الذاتية، وعرضوها ببنية روائية، وحرصوا على الانتهاء منها قبل ان يغادروا إلى مثواهم الاخير، وهو ما يجعل «كتابة الرواية» ظاهرة رئاسية، اول ما يلاحظ فيها ان الرؤساء كتاب الرواية إما كان حكمهم ديكتاتوريا فظا، أو ان اداءهم الرئاسي كان فيه الكثير من الخشونة والقرارات المصيرية الصعبة جدا
هناك اذا وجه آخر غير مرئي للرؤساء كتاب الرواية علينا ان نتأمله ونفسره، مثل ان تكون الديكتاتورية التي تقتر في حوارها مع شعوبها، تستبدل الحوار مع الناس، بالحوار مع شخوص الرواية، ومثل ان تكون كتابة الرواية حيلة دفاعية، أو ميكانيزم، بما فيها من خيال، حيث يسرج فيها كاتبها خياله إلى بعيد، فيتخيل معادل متخيل لواقع مأزوم أو مرفوض، فيجعل ابطال الرواية يتحدثون افكاره، أو يفكر بعضهم أو بطل الرواية بمثل ما يفكر، ومثل الرغبة في الانضمام إلى زمرة المثقفين والمفكرين، محاكاة لهم أو غيرة منهم.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
19/12/2016
1007