+ A
A -
عندما مات العم (بوجاسم) لم أجد ما أقوله لأن الدموع غلبتني بعدها استرجعت وذكرت الله وسألت الله له العفو والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته، غاب عنا العم (بوجاسم) منذ فترة ليست بالقصيرة عندما غلبه المرض وجعله طريح الفراش، أنهكه وأتعبه وجعله تحت رحمة ربه يعاني ما يعاني ويقاسي ما يقاسي رغم الاهتمام المتزايد من قبل أفراد أسرته وأبنائه وكلنا كنا أبناءه ومؤسسة حمد الرائدة ومستشفى الرميلة وقسم الرعاية المنزلية إلا أني كنت أشعر كلما التقيته أنه مفارقنا قريباً! لأنني افتقدت حديثه الآسر وابتسامته العذبة التي تعكس حلاوة نفسه ودماثة خلقه بسبب المرض الذي أتعبه فأدركت أنه مفارقنا وقد كان، إن الابتسامة مثل النقط على الحروف وتحت الحروف كما يقولون فعندما تغيب تسوء اللحظات وتمرض العلاقات ونفتقد أصحابها، العم بو جاسم وجوده كان له معنى جميل، فضاءاته ممتعة وسوالفه ترانيم شاعر، يتلو آيات من الذكر الحكيم في استشهاداته، ويصدح بأبيات من الشعر بأنواعه، صاحب فلسفة وكاريزما لا تشبه غيرها، كان حبيباً جميلاً ودوداً فريداً، ساعات طوال قضيتها معه نتسامر ونضحك ونأنس ببعضنا ونحن نرتشف الشاي، العم بوجاسم رجل استثنائي في التحديات التي واجهها والمنغصات التي اعترضته وفي مزاحه المؤنس، مع موت العم بوجاسم ماتت الابتسامة الآسرة والضحكة الصافية الخارجة من القلب والأوقات الجميلة والمزاح الأجمل الذي يحمل معاني الحب والصفاء والنقاء والطيبة والحنان، سنفتقد ذلك الزمان مع ذلك الإنسان الذي نترحم عليه اليوم ونستذكر أيامه، هناك أحياء هم أشباه الموتى وهناك موتى باقون بيننا بذكرهم الطيب ولفتاتهم الجميلة، والناس شهود الله في أرضه.
اللهم استودعناك من بات في قبره وحيدا، اللهم آنس وحشته، واجعله ينام قرير العين برضاك وعفوك، اللهم ارحم أرواحاً كانت معنا، اللهم بشرهم بالفردوس الأعلى، اللهم اغفر لأرواح نحبها رحلت وتوسدت التراب، اللهم ارحم أموات المسلمين وارزقهم الجنة.. وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، اللهم آمين، ورحم الله قارئاً قال آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
09/12/2016
1064