+ A
A -
(انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق).. من منّا لا يعرف هذا الحديث العظيم عن رسولنا الكريم؟ فالاخلاق هي بمثابة خريطة طريق لحياتنا في الدنيا، والاخرة معاً.فلا يستقيم الدين دون أخلاق بل أنك قد تستنكر وجود رجل يصلي ويصوم ويزكي ولكنه بلا أخلاق!! فهي المبادئ والقواعد المنظمة لسلوكنا الإنساني والديني، ولهذا قد تطرح إشكالية أيهما أولى: أن تكون مسلما وكفى؟ أم تكون صاحب خلق وكفى؟
قد يكون الجواب من حيث كانت بدايتنا في قول رسولنا الكريم صاحب الخلق العظيم «انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق» فالله عز وجل ينشد في الأمة الإسلامية بأن يقترن عملها بالأخلاق على نحو يحقق الغاية من وجودها في هذا العالم.
إن الأخلاق في الإسلام هي حجر الزاوية في كل ركن من أركانه. فالصلاة جاءت لتنهى عن الفحشاء والمنكر مصداقا لقول الله «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر». والصوم هو تربية للنفس الإنسانية على كيفية مخالقة الناس بالحسنى «الصوم جنة». والزكاة تهذيب للنفس الإنسانية لأن الزكاة شرعت في الاصل اعلاء لقيمة الاخلاق والدليل على ذلك السعة في كلمة الصدقة كما قال رسولنا الكريم الذي وصفه الله بأحسن الناس خلقاً «تبسمك في وجه أخيك صدقة». والحج الركن الاعظم جاء ترسيخ لفكرة الاخلاق «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
إذن الاخلاق في الإسلام ليست ترفاً زائداً، بل إنها من ثوابت الدين.. ولذلك فالأخلاق ليست حكراً على الإسلام ولكن بالإسلام نستطيع ان نسخر اخلاقنا في خدمة الدين الله.
ولكن كحال كل شيء يبدو أن البعض سواء كانوا قلة أو كثرة قد انتهت صلاحية اخلاقهم.. ولذلك يجب على فرق البلدية أن تتحرك لتطهير المجتمع من هذه الآفات سريعاً لان الاخلاق الفاسدة ينتشر سمها بسرعة كبيرة لأنها تستمد قوتها من بيئة نتنة عفنة يتكاثر حولها الذباب.. وإذا لم نتحرك من الآن فلن يعود هناك شيء نتغنى فيه.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
24/11/2016
3033