+ A
A -
سعدت كثيراً بالتصريح الأخير للعميد محمد سعد الخرجي مدير عام الإدارة العامة للمرور الذي أكد فيه انخفاض نسبة الحوادث المرورية بدولة قطر مما جعلها تتصدر المركز الأول على مستوى دول الخليج العربي، ما يعني ان السائقين الذين يتعاملون مع الشارع على انه من املاكهم الشخصية قد باتوا قلة.
فقبل فترة ليست بالطويلة كنت شاهداً على تهور سائق «إرهابي» من النوع الذي أكاد اجزم انه يتعرض يومياً للعشرات إن لم يكن المئات من الشتائم والدعوات بأن يناله من الله ما يستحق، ففي طريق لم يتجاوز طوله 5 كيلومترات شاهدت كيف كاد هذا السائق أن يتسبب في عدد كبير من الحوادث وهو يقترب من سيارة هنا ويحشر سيارة اخرى بينه وبين الجدار الأسمنتي هناك ويقترب بشكل «مرعب» من سيارة ثالثة أمامه لأن قائدها لم يفرد جناحيها ويحلق عاليا في التو واللحظة مفسحا له المجال كي يستمر في ترويع بقية السائقين!
امثال هذا السائق هم حتما شخصيات سايكوباتية تتغذى أناتها العليا والسفلى ربما بـ«الاستعراضات الخطيرة» وهو وأمثاله يعتقدون لا شك أن السائقين حولهم يستمتعون بمغامراتهم الخطيرة التي تصلح بالكاد في حلبات السائقين المحترفين، فما بالك في شوارع عامة يسلكها الكبير والصغير، الرجل والمرأة والمبتدئ والمحترف.
هذا السائق وأمثاله عبارة عن كوارث بانتظار التحقق ولو ان الامر اقتصر على أرواحهم فقط لقيل انهم جنوا على انفسهم بتهورهم، ولكن ما يحدث في معظم الأوقات ان وصلات التهور التي يقوم بها هؤلاء تتسبب في حوادث خطيرة يموت فيها أبرياء لا ذنب لهم الا انهم تواجدوا في الزمان والمكان الخاطئين.
قبل عدة سنوات وتحديدا في الطريق الرابط بين جسر الجوازات ودوار التليفزيون تجاوزتني سيارتان من اليمين واليسار في وقت واحد وبسرعة قدرت انذاك أنها تتجاوز 180 كيلومترا في الساعة، وبعد دقيقة واحدة كانت احدى السيارتين طرفا في حادث ضخم مع سيارة اخرى لا شأن لها بهذا السباق، ورغم أنني لا اعلم ماذا حل بالسائق المسكين في السيارة الاخرى الا ان المؤكد انه دفع ثمنا غاليا لتهور شاب لم يقدر نعمة الشباب والمال التي انعم الله بها عليه.
اكتب هذه الكلمات وفي النفس أمل في أن تتغير الأمور نحو الأفضل خاصة بعد تصريحات المسؤولين الاخيرة التي تشير إلى ان الحوادث في انخفاض وان أعداد الضحايا في انخفاض ايضا.
أخيرا يجب التذكير بأن السلامة المرورية ليست مسؤولية الدولة وحدها، فكلنا مسؤولون في بيوتنا ومدارسنا وأنديتنا وكلنا نتحمل المسؤولية ولو بدرجات متفاوتة.
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
23/11/2016
4267