+ A
A -
• نفسيات البشر لا يعلمها إلا الله، ولا يطّلع عليها إلا العليم سبحانه، نحن كبشر لا نملك إلا تقديم حسن النية وحسن الظن ونوكل أمر نيات البشر وخفاياها لله سبحانه وتعالى.
• يجهل كثيرون إن إظهار عكس خفايا النفس وخاصة النفس الخبيثة والحاقدة والحاسدة، بجهادها لما تحمله من شر ونيران.. تحرقها قبل غيرها.. جهاد أكبر.. يؤجر عليه صاحبها..
• تهذيب النفس ومخالفة هواها، وتمني الخير للغير، وإظهار الجميل من القول والتصرف والإيماءات ولغة الجسد وملامح الوجه.. لهو دليل على إن صاحبه يحاول أن يخمد نيران نفسه وبراكين أعماقه من ترسبات وتراكمات...لا جدوى منها إلا أنها تترجم ما في نفسه وتظهر خفايا عالم نيته الخافي على البشر.!
• تهذيب النفس ومجاهدة النفس لشر الأفكار وشر الخطط، وشر القول.. سبيل للصبر وسبيل لنور، وبصيرة متى اتخذ صاحبها قرارا حازما لِلَجْم تهورها ومنعها عن إيذاء الآخرين بمحاولة إيجاد عقبات تحول دون وصول الخير والحق إليهم..
• أوقات ينسى الكذاب من صنف البشر إنه كاذب!! ويعتقد من وجهة نظرة إن ما يقوله هو الحق والصدق، وينسى في زحمة كذبه المتكرر الحقيقة ومفرداتها ووضوحها للغير التي تغيب عنه!!
• ومع تكرار الكذب مرات ومرات يعتاد على ذلك وينعدم الإحساس وتموت المشاعر! صفة الكذب من الخصال التي يتحلى بها المنافق التي ورد ذكرها في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) رواه البخاري.
• آخر جرة قلم:
إن تكون عدوا واضحا وصادقا بعداوتك.. وكرهك، خير ممن يظهر مودته ولطفه وابتسامته وهو يخفي تحت أقنعته نفسا خبيثة تحتاج مداومة الذكر وجهاد النفس.. وعلاجها مما ران عليها من سواد يحول دون الفهم ودون الرؤية ودون اتخاذ قرار سليم وتعامل واضح..
أن تكون عدوا واضحا بعداوتك.. اختصرت الطريق، ووفرت الجهد والطاقة في التحليل والتفكير والتماس الاعذار وحسن الظن مرات ومرات..
أن تكون عدوا تتجنب الاقتراب، وتتجنب النظر بشرر البصر، وتتجنب الدخول في حيّز الآخر ووجوده خير ممن يقترب ليحرقك بنيران نفسه المريضة!!

بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
17/11/2016
3290