+ A
A -
في ملتقى ابوظبي الاستراتيجي الثالث الذي عقدة مركز الامارات للسياسات مؤخرا، أشار أحد المتحدثين وهو صحفي من العراق إلا أن العديد يعتقد بأن إيران تريد دولة شيعية في العراق وقال ان هذا غير صحيح البتة،فإيران تريد دولة شيعية في العراق تدار من خلال المرجعية في «قم» ولاتريد دولة شيعية عربية في العراق مركزيتها في «النجف» العربي، بمعنى آخر أنها تريد الهيمنة على العراق وإلحاقها بمشروعها الشيعي. تبدو هذه الثنائية مدار بحث عند البعض وقد تبدو مخرجا من المأزق الحالي للعراق الذي يعيش سيطرة إيرانية واضحة.بمعنى التفكير في إقامة دولة شيعية عربية في العراق عاصمتها الدينية النجف.وقد اشار العديد من المفكرين منهم علي شريعتي من قبل إلى التشيع الصفوي والتشيع العلوي، في إعتقادي أن الميكانيزم الديني سواء كان شيعيا بطرفيه الصفوي أو العلوي أو بالمقابل السني بأطرافه السلفي أو الجهادي أو غيرهما لايمكن لها جميعا ان تبني دولة ولان الميكانيزم الديني غير محايد ويبحث دائما عن نقيضه ليحاربه لكي يستمر لشعوره بإمتلاك الحقيقة المنزلة، الحل في التعالي نحو ميكانيزم إنساني يحتوي جميع الميكانيزمات الاجتماعيه بما فيها الدينية وهو مايبني «الدولة». إشكاليتنا التي يجب ان تُقارب دائما هي بناء «الدولة الوطنية» كذلك طرح متحدث آخر مشكلة «الحكم» وهو يأتي أيضا ضمن اشكالية بناء الدولة المتعثرة في وطننا العربي، انا اعتقد انه قبل عقود قليلة ماضية كانت أوضاعنا افضل بكثير، في هجائنا للتجربة السياسية القومية في مصر وسوريا والعراق أسقطنا فكرة «القومية» ذاتها التي كان من الممكن ان تكون حاملا اجتماعيا نحو دولة وطنية في المستقبل بل ان الديمقراطية قامت اساسا ضمن الدولة القومية، والاغرب من ذلك بأننا سقطنا إلى مادون ذلك نحو الطائفية وتقسيماتها وتفرعاتها الكثيرة، في إعتقادي أن الاصلاح يأتي ضمن النخب الحاكمة ووعيها بالتاريخ وحركته بالإضافة إلى الاستجابة للطلب المجتمعي المستمر من جانب الشعوب حتى وإن لم يمتلك الفاعلية بعد لأن الخطر أكبر من أن تنجو طائفة دون أخرى طالما اننا نعيش في مستنقع الطائفية الذي تأكل تماسيحه بعضها البعض ليستمر مستنقعا آسنا يزرع ما يأكله من أشلائه .

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
17/11/2016
1260