+ A
A -
تبدي القيادة الفلسطينية، ومن موقعها الرسمي المسؤول، اهتماماً ملحوظاً وبحدودٍ جيدة لمسار الانتخابات الأميركية ونتائجها التي رست عليها بصعود دونالد ترامب، حيث بَيّنَ البيان الرئاسي الفلسطيني «أن السلطة الفلسطينية ترحب بفوز الرئيس الأميركي الجديد، وتنتظر منه العمل من أجل حل الدولتين». فيما ساد الشارع الفلسطيني في الداخل والشتات اهتمام متواضع بعملية الانتخابات منذ تحضيراتها الأولى وصولاً لخواتيمها بفوز دونالد ترامب، وهو أمَرٌ يعكس في جوهره يأس الشارع الفلسطيني من سلوك ونهج الإدارات الأميركية المُتعاقبة، التي برهَنَت كل واحدة منها على تماسكها في تحالفها الأعمى مع «إسرائيل» وفي التغطية على سياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين، ومؤازرتها في مسار عملية التسوية المتوقفة أصلاً منذ وقتٍ طويل.
فقد جرب الفلسطينيون مراراً التعويل على أحد المُرشحين في كل دورة للانتخابات الرئاسية الأميركية، فكان التعويل والرهان استهلاكا للوقت، فقد جرّب الفلسطينيون الديمقراطيين والجمهوريين على مدار العقود الماضية وكلاهما كانا يساندان «إسرائيل» بكل شيء على حساب الحقوق الفلسطينية.
وعليه، فقد بيّنت نتائج أحدث قياس واستطلاع للرأي العام الفلسطيني نفذه معهد العالم العربي للبحوث والتنمية «أوراد»، قبل يومين من العملية الإنتخابية وفوز دونالد ترامب، أن غالبية فلسطينية قوامها (74%) من المُستَطلَعين الفلسطينيين منقسمون حول الإلتزام بحل الدولتين وكذلك بالنسبة للعودة لعملية التسوية مع الإدارة الأميركية القادمة، كما صرح (29%) من المُستطلَعين بأنهم يتابعون الأخبار المُتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية، مقابل (71%) لا يتابعونها على الإطلاق. ومن حيث المنطقة الجغرافية، أظهرت نتائج الاستطلاع وقياس الرأي العام الفلسطيني أن سكان الضفة الغربية ومنطقة القدس هم الأكثر متابعة لهذه الإنتخابات بواقع (34%) مقارنة مع سكان قطاع غزة بواقع (24%)، والباقي لا رأي عندهم. كما أشارت نتائج قياس الرأي أن (44%) من أصوات أصحاب العينة المُستطلعة في فلسطين، يرون أن هيلاري كلينتون هي الأنسب للرئاسة الأميركية، بينما صرح (8%) بأن دونالد ترامب هو الأنسب، و(43%) لا يفضلون أي منهما.
وعندما طرح السؤال على العينة المُستطلعة، عن أي المرشحين أفضل لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، صَرَّحَ (24%) بأن هيلاري كلينتون هي الأفضل لتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، مقابل (2%) صرحوا بذلك لدونالد ترامب، في حين صرحت غالبية قوامها (70%) بأن كلا المرشحين لن يحققا حلاً عادلاً للقضية الوطنية الفلسطينية. بل وصبت نتائج الاستطلاع بالقول «أن المُرشَحين الإثنين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون غير مناسبين لفلسطين»، حيث لا يوجد خلاف نوعي بين كلينتون وترامب، وأن كليهما مؤيدان قويان للاحتلال «الإسرائيلي»، ولا مكاسب فلسطينية.
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
11/11/2016
1376