+ A
A -
البداية:
لعل له عذرٌ.. وأنت تلومُ

متن:
يكذب،
الأحداث ليست كاملة الحقيقة،
الوقائع وهمية..
والتفاصيل غير مترابطة..
والشخوص لاوجود لهم إلا بالخيال
أو ربما هم حقيقيون..
لكنهم ليسوا بالصورة التي رسمها لنا..

أما صمتنا.. فهو مسايرة
لأنه ليس سيّئًا للحد الذي تلفظه النفس
فهو أفضل من كثير نعرفهم
لكنه يكذب.. حتى يُكمل المشهد الناقص
الذي يجعله يشعر بأنه.. مثلنا
أو ربما لنراه بصورةٍ أفضل

نحن ياصديقي نكذب
حتى نبدو أجمل..
‏لنتجاوز مرارة الواقع..
‏ونُنصف بقايا أحلامنا..
نتلمس مواطن السعادة
والتي غالبًا.. لانبلغها

نكذب
حتى نطرد شبح الوحدة
وعنكبوتها الجاثم في زاوية الباب
ذاك الباب الذي لم يُفتح بعد
حتى مل الصبر الانتظار

نكذب
ليرانا الناس.. رائعون
لدرجة الكمال
والعصمة من الخطأ.. كالأنبياء
قلوبنا بيض والنوايا ملاك
ومن السذاجة.. قناعتنا أن هذا شكلًا جديدًا للسعادة،
الحمقى فقط.. من يفعل ذلك
ونحن أولهم

نكذب
حتى لانشتكي الحال
لانريد أن يسخر أحدًا من ضعفنا
فأنفة الذات ترفض الخنوع
والتواضع بالكبرياء.. ذًُل

فسايرنا لو سمحت
فنحن لم نضرك بما نقول
اعتبره كذبًا أبيض
أو أعطه لونًا آخر كما تحب
الرمادي مثلًا.. لونٌ باهت بلامعنى
لكن أرجوك
لاتحاول معرفة عمق البئر
فيكفيك أن ترى سطح الماء
وهذا من بِرْ الصحبة والحياة

حتى إن قلت لأحدهم كيف حالك
‏فصدّقه إن قال أنه «بخير»
‏لكن.. لاتسأل أكثر
فبعض الأشياء جميلةٌ من بعيد

إضاءة:
«أنا لا أكذب لكنني أتجمل»

آخر السطر
نال السعادة من تغافل وتجاهل يافهيد.. طوّف
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
07/11/2016
3833