+ A
A -
«ريّح الزبون» عبارة سمعتها من أحد زملاء العمل الأعزاء، صحفي أول محترف صحافة ومتخصص في النقد المسرحي.. أعجبتني لدلالتها العجيبة خاصة ونحن نعيش زمن الضجيج الإعلامي والفوضى الخلاقة التي تبنتها وسببتها وهددت بها وباشرتها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في الزمن الأغبر! وما زال «أغبراً وأحمراً وأسوداً»! في جل شؤون حياتنا! في زمن سادت فيه العجائب والغرائب! في زمن البعض الذي يرتدي لباس المتقين ويفعل أفعال المجرمين! في زمن الأفاقين الذين تكرشوا من المال العام حتى (عادوا بلا رقبة) من فرط سمنتهم! ـ كما يقول الشاعر العراقي مظفر النواب، في زمن السفهاء الذين صاروا شيئاً مذكورا! والعاقل فيه صار معتوهاً! (بلشتيه) رفعهم الزمن! فصاروا يقررون ويأمرون! وآخرون حطهم الزمن فصاروا من المبعدين! يأتيك الضعيف في أدائه إلى موقعه الوظيفي بناء على معايير غير موضوعية ومقاييس (خربوطية) يأمر ويقرر ويتحكم في الصغير والكبير ويسيّر دفة العمل على هواه! وأحياناً ربما يتعارض هواه مع مصلحة العمل والمصلحة العامة ولكن ما باليد حيلة والعين بصيرة واليد قصيرة والنفسية عليلة لا تستطيع فعل شيء غير الاستنكار وترديد عبارة (ريّح الزبون) ريّح المسؤول الأرعن حتى تصد عنك سفاهته ووقاحته! البعض يضيّع الحقوق ويمارس العقوق! وإدارته أفرزت مظالم ارتفعت بها الأكف إلى السماء! البعض قراراتهم وفق أهوائهم وفق مصالحهم يطبلون ويتسلقون ويتراقصون من أجل كرسي الحلاق الذي إن دام لغيرك ما وصل إليك! يدبرون ويخططون ويتآمرون من أجله يمارسون أبشع الممارسات والناس معهم على مبدأ ريّح الزبون! يعني «اربط الحمار مكان ما عاوز صاحبه» بالمثل المصري! عبارات تضحكنا وتقطّعنا وأضاعتنا وأي البلاد أو أي الأكفاء أو الكفاءات أضاعت! ريّح الزبون مبدأ أصبح موجوداً في كل شيء في حياتنا! في أعمالنا! في برلماناتنا العربية! في مؤسساتنا المهنية! سياسة ريّح الزبون أثقلتنا ديونا! حولت واقعنا إلى بلطجية وشبيحة وعشوائيات ودواعش أضاعوا البلاد والعباد! ريّح الزبون أضاعت حلب الصامدة والموصل العزة والكرامة! ريّح الزبون واغمض العيون عن التجاوزات والمخالفات ونهب واستغلال المال العام بالمناقصات المضروبة والمنتجات المعيوبة يؤلمنا يفسد حياتنا! جلنا للأسف مع (ريّح الزبون) أما المصلحة العامة فهذه النوعية غافلة عنها! ريّح الزبون وغيرها من الأمثلة الانسحابية تجعلنا غصبا عنا نركن إلى الدعة والكسل والجبن والإحباط وما زال أكثرنا «يربطون الحمار مكان ما عاوز صاحبه» للأسف ولو لم يعجب الحمار المكان!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
28/10/2016
1035