+ A
A -
لطالما ارتبط الرحيل بالنسيان.. ولكن رحيل حضرة صاحب السمو الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني طيب الله ثراه.. سيظل محفورا على ثرى قطر.. وكيف لا وهو باني الدولة والإنسان؟!.
فالدولة هي التي أرسى دعائمها فقيد الوطن عبر ربع قرن فيما يعرف بالدولة المعاصرة عبر بناء مؤسسات الدولة في الداخل ومن ثم مد جسور التواصل مع العالم.. ليتسلم بعدها حضرة صاحب السمو الأمير الوالد راية الوطن وصولاً للدولة المعاصرة.. أما بناء الإنسان فهو ما جاء في وصف حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى «لقد عُرِف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم، وإقلالهم الكلام وإكثارهم العمل».
ولكن ماذا عن بعد الرحيل؟ كيف نكون مخلصين في رثاء فقيد الوطن الكبير؟ وكيف سيكون الوطن الذي طالما أحبه الفقيد؟
لنحاول أن نعيد رواية الحكاية من جديد.. تخيل معي أن نكتب عن الوطن في كل عام في ذكرى رحيل المؤسسين للوطن.. إذن توقع ألا يقرأ لك أحد لكثرة من كتبوا عن الوطن، ولكن إذا لم تكتب عن الوطن في مثل هذه الأيام فمتى ستتغنى برجال الوطن.. إشكالية كبيرة إذن لنعمل في هذا اليوم بدلاً من حديثنا عن الوطن.. فالوطن لا يبنى بسرد السيرة ولكن بالسير على طريق البناء.
إن حكاية هذا الوطن يجب أن نستمدها من داخلنا لنعرف أين نقف اليوم.. ما مضى من ماضي الأيام لن يعود، ولكن يؤسس عليه.. يجب أن نعي هذه الحقيقة.. فإذا كنا محبين لفقيد الوطن الكبير فيجب أن نكون مخلصين بحق للوطن.. الوطن لا يبنى بعبارات السجع ولكن يحتاج إلى عمل شجاع.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
27/10/2016
2599