+ A
A -
أريد أن يعود الخليج كما كان في طفولتي: أرضًا واحدة، شعبًا واحدا.
جميع من عاش ذاك الزمن الجميل، يتمنى ذلك، أو هكذا أعتقد. لكنه ليس زمن الأمنيات للأسف.
الانخفاض الكبير لأسعار النفط، انخفاض الدخل القومي تبعًا له، خسارة دول الخليج حسب توقعات صندوق النقد الدولي 360 مليار دولار خلال العام، في حال استمرت أسعار النفظ في حدود 50 دولاراً للبرميل. التحالفات الدولية من أجل إغراقنا بالديون، أجندات خفية من أجل اختراق أمن الخليج، حدث ذاك بتمرير الأسلحة والصواريخ للحوثي عبر أحد المنافذ.
روسيا توشوش أذن إيران، أحيانًا يرتفع صراخهما، الإعلام يلتقط كل ذلك! روسيا حليف استراتيجي وعسكري مهم لإيران. إيران الخصم العنيد للعرب قبل سقوط تاج كسرى في ساحات القادسية! منذ أيام المناذرة واحتلال الحيرة. إنه احتراب قديم يحاول الانتفاض على الموت، كلما مرت حقبة وقلنا: مات! أميركا تشاهد عبر الأقمار الصناعية ما يحدث: من ضعف، ومن صار أقوى. وترتب أولوياتها، تغير أوراق اللعبة، تزيح هذه، تكرمش هذه، تحتفظ بالورقة الجديدة مقلوبة إلى حين!
ونحن.. لا يفكر بنا أحد. الشاي المخدر، البرياني الخليجي، الهريس، يامال بدينة، خطفة البومة، والشومندي، نهمة الحدادي. طاقية العيد المزينة بالزري، مشالح الرجال. رائحة العبجة الخليجية ومخلطات العود. لا يفكرون بتلك الذاكرة العزيزة، يريدون الأرض وماتحت الأرض حتى لو بكى ابن الأرض دمًا. كما فعلوا بسكان أميركا الإصليين!
يوم الثلاثاء الفائت، وصل الأسطول الشرقي إلى ميناء الشيخ سلمان بمملكة البحرين، ومع دخوله للمياه الأقليمية البحرينية وصلت رسالة دول مجلس التعاون الخليجي: لمن يهمه الأمر؛ وهي أن الدول الخليجية بقيادة المملكة لن تتوانى في الدفاع عن حدودها ومصالحها ضد أي عدوان وخطر يتربص بمنطقة الخليج العربي». هذه هي الرسالة التي يجب أن تصل لكل من أميركا، إيران، روسيا وكل من يتهاون بأمن الخليج. كل من يرى الأرض وينسى، أو يتناسى الإنسان الذي اختلط عرقه بها، وسقى نخلاتها.. وهذا ما يجب أن ينهض له كل خليجي، وأن يبذل روحه وماله من أجل أن يفهم العالم الجشع أننا نموت قبل أن نتنازل عن شبر واحد من الخليج.
بقلم : كوثر الأربش
copy short url   نسخ
27/10/2016
5038