+ A
A -
لم أسمع في حياتي عن دولة تستخدم الحفر في التراب كوسيلة لإثبات أن لها حقا في تلك الأرض. احمل فأسك أو معولك يا سيد نتانياهو - مع الاعتذار عن كلمة سيد - ما شئت، واحفر حيث شئت أنت وجيشك وشرطتك وأفراد شعبك. احملوا الفؤوس والمعاول، فالمهمة وطنية (!)، كما أخبركم رئيس حكومتكم الغاضب والمجنون!
قالها لكم المرحوم إدوارد سعيد منذ عشرات السنين، فاليهود كانوا في فلسطين لفترة لا تزيد عن 250 عاما، لكن أقواما أخرى عديدة مكثوا هناك أكثر منهم، بمن فيهم العرب المسلمون الذين أقاموا في فلسطين أكثر وأطول وأعمق مما أقام أحد مما يعطيهم الحق في حكمها.
واليونسكو قالها الأسبوع الماضي بالفم الملآن وبكل الإخلاص والجدية، إذ ليس لكم حقوق أو حتى صلة بالمسجد الأقصى / الحرم القدسي الشريف أو القدس القديمة. والآن ستحفرون فلسطين كلها بحثا عن أي شيء يمكن استخدامه كدليل بأن لكم في فلسطين حقا مميزا عن غيركم، ولن تجدوا.
لن يُنسب إليكم إلا الكذب والضلال والروايات المشوهة التي أرساها مؤسسكم المقبور ديفيد بن غوريون الذي أمر الصحافة بالزعم أن الفلسطينيين لم يطردوا بالإكراه عام 1948 وإنما غادروا طوعا (!) بطلب من القادة العرب(!) ورئيسة حكومتكم القبيحة خُلقا وخَلفا غولدا مائير السافلة التي اخترعت مقولة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».
صدقوني، اليونسكو لم يكن منحازا ضدكم عندما أنكر علاقتكم بالقدس دينا وتراثا، فلا جبل هيكل هناك، ولا عظْمة يهودية واحدة. وحتى التوراة المزورة التي تقرأونها فكاذبة مثلكم، وما بني على باطل فهو كله باطل، ما تقدم وما تأخر، وما هو آت أيضا.
ضبوا فؤوسكم ومعاولكم ووفروا جهود الفبركة والتزوير والعبث بالأدلة. احفروا ما شئتم فكل الذي يتم العثور عليه في فلسطين هو ما يعثر عليه في بقية بلاد الشام من آثار تعود للحضارات الكثيرة المعروفة التي عاشت على تلك الأرض وعمرتها.
الحضارة الكنعانية «أبناء سام» التي أسسها الفلسطينيون القادمون من الجزيرة العربية، تكفي وحدها لقتل رواية إسرائيل التي - بالمناسبة - لا تجرؤ على اعتبار الفلسطيني معاديا للسامية، في اعتراف ضمني بأنه ذو أصول سامية أصيلة مثلهم، مع الأسف.
أنتم بالنتيجة أصحاب رواية كاذبة مبنية على أعمدة واهية، والفلسطينيون كما كشف مؤرخوكم منذ أيام فقط دفعوا تحت السلاح إلى الخروج من بلادهم، وان مجازر مروعة ارتكبت بحقهم كما نفذت اغتصابات بحق نسائهم لبث الخوف على العرض ودفع الناس للخروج بالبنات أولا.
احفروا ما شئتم.. فحتى الإسرائيليون سيعرفون الحقيقة، وسيضرب التفكك مجتمعا لا أصول له.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
26/10/2016
1272