+ A
A -

الحماقة غريزة ومرض وهي مأخوذة من حمقت السوق أي كسدت أي أن الشخص الأحمق- ذكرا كان أو أنثى- كاسد العقل والرأي والفعل، ويحكى أن أحمقين اصطحبا، فقال أحدهما للآخر تعال نتمنى على الله، فإن الطريق طويل لا تقطع إلا بالحديث! فقال أحدهما: أنا أتمنى عزبة فيها قطيع غنم أنتفع بلبنها وصوفها ولحمها، وقال الآخر: أنا أتمنى قطيع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئاً! قال ويحك يا حقود يا حسود، فتصايحا وتشاتما واشتدت الأزمة بينهما فتماسكا وتعافرا وتذابحا!! بلادة ورعونة وحمق لا يضاهيه حمق! هناك حمقى عايشناهم وقرأنا عنهم واستنكرناهم وهم لا يستنكرون أنفسهم! قدرهم أن يكونوا حمقى مع سبق الإصرار والترصد! هل قرأتم عن أفراد تلك الأسرة الحمقى؟ يحكى أن فتاة حمقاء لكنها جميلة بلغت الأربعين قبل أن يطلب أحدهم يدها وكان سبب إعراض الرجال عنها سمعتها أنها حمقاء رعناء بلهاء! فلما أتاها العريس طلب أن يراها الرؤية الشرعية، لكنها لم تنزل إليه! فلما استطالت الأم غيابها استأذنت الحضور في استعجالها، فلما رأتها جالسة في غرفتها سارحة تفكر! قالت لها: ماذا تفعلين هنا والعريس في المجلس يريد أن يراك فقالت البنت لأمها إنها مصيبة يا أمي! ماذا سأسمي طفلي إذا رزقت به! استعرضت في ذهني الأسماء كلها فوجدت أن الناس كلهم سبقونا إليها! قالت الأم معك حق يا ابنتي- اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها! في حماقتها! وجلست الأم بجانب ابنتها وأخذت تفكر مثلها في اسم الطفل القادم! وفي هذه الأثناء استطال الأب غيابهما فاستأذن الحضور اللي في المجلس في أن يستعجلهما فلما وجدهما مستغرقتين في التفكير، قال ما بكما؟ فقصتا عليه الحكاية! فقال معكما حق- وافق شن طبقة- دعاني أفكر معكما! والعريس (ملطوع) في المجلس ينتظر صاحبة الحمق والدلال! ويلعن الساعة اللي فكر فيها أن يتزوج من هذه الأسرة! ويلعن الذي أشار عليه بها! لكنه استدرك وخاف أن يكون قد أصاب الأسرة مكروه لا سمح الله فذهب ونادى عليهم فوجدهم جالسين ورؤوسهم بين أيديهم! فلما استفسر منهم عما حل بهم! قال الأب له نفس الحكاية! فعجب الشاب واستنكر وذهل من حماقة أفراد هذه الأسرة الأنتيكة فخرج من عندها وهو يحدث نفسه ويقول: أنا ذاهب ولن أعود إلا إذا وجدت أحمق من هذه الأسرة! ولم يمر يوم واحد حتى عاد إليها! لأنه وجد الحمقى في كل مكان ينعمون بالمسميات الوظيفية! والرواتب العالية! والامتيازات الخيالية! علماً أن السرج المذهب لا يجعل الحمار حصاناً ولا القرد فهداً! والكفاءات مركونة أو مديونة أو معيوبة أو مجمدة! أو محالة للتقاعد! ممحية ومهمشة!! واقع مهول الأحمق فيه مستقر والعاقل منه يفر! عاد وتزوج الفتاة الحمقاء البلهاء ابنة تلك الأسرة الخرقاء فكان هو الأحمق والأخرق والأرعن والأبله الرابع!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/10/2016
2425