+ A
A -
المبادر قد «يفشل».. غير المبادر لن ينجح.. والفشل -المحتمل- الناتج عن مبادرة، أفضل من عدم النجاح -المؤكد- الناتج عن عدم المبادرة.. وعلى رأي الست مادونا: «أن تعيش عاما كنمر أفضل من تعيش مائة عام كخروف»!.
وبين الفشل والنجاح تدور الدنيا فوق رؤوس الناس، مرةً محبِّطةً لهم بظروفها الغادرة، وتارةً محفِّزةً لهم بفرصها النادرة.. كما أن الطموح والسعي إلى الأفضل هو شعور يجتاح غالبية البشر في كل زمان ومكان، وهو الأصل في الطبيعية الإنسانية فكل شخص يطمح أن يكون في مستوى أفضل من مستواه الحالي سواء على الصعيد الاجتماعي أو المادي أو الوظيفي... إلى آخره، ومهما بلغ الإنسان من النجاح فإنه لا يكتفي ويستمر بطلب المزيد، وهذا أمرٌ لا ضير فيه، المشكلة تحدث فقط عندما يكتفي الإنسان بالطموح ولا يعمل من أجل تحقيقه، فتجده أمام أزمة نفسية ومجتمعية واضحة- وهذا بالمناسبة ما يعانيه مجتمعنا- فلا هو يسعى لتحقيق طموحه بطريقة فعّالة ولا هو يتخلّى عن هذا الطموح.. وهكذا يصل إلى حالة إنكار لنجاح الآخرين وإسقاط الفشل على أي شيء غير ذاته.. وقد تسوء حالته أكثر ليصبح كما قلت بالنبطي:
الفاشل اللي ضاع بين المتاهات
تثاقل الخطوة وضيّع مسيرة
عشان ما يقدر يحقق نجاحات
يفرح إذا ضاعت نجاحات غيره!
السؤال المهم، لماذا لا يسعى الإنسان إلى تحقيق طموحه رغم إلحاح هذا الطموح عليه ورغم قدرة إمكاناته على تحقيقه؟ وهذا السؤال واسع ومتفرّع وإجابته تحتاج لدراسات ميدانية واجتماعية لكن نستطيع أن نقول إن العديد من العوائق الاجتماعية- في مجتمعنا بالذات- هي السبب. فالإنسان هنا يفضّل الهدوء المرافق لعدم النجاح على المجازفة التي قد تأتي بالنجاح!
الخوف من الفشل إذن هو أحد القصص المهمة في عرقلة النجاح.. وعبارة «الخوف من الفشل» تحتوي على كلمة الخوف وكلمة الفشل، وكلاهما كلمتان لا وجود لهما في قاموس الناجحين.. لا يعني ذلك أنهم لم يخافوا أو لم يفشلوا لكنّه يعني أنهم لم يؤمنوا بالخوف ولا بالفشل بل تعاملوا معها على أنها أحداث عابرة تمر في طريق كل من يسعى إلى النجاح.
بقي فقط أن نصحِّح العبارة الواردة في بداية المقال لتصبح لائقة بشجاعة الطموح وتفاؤل الناجح:
المبادر قد «ينجح».. غير المبادر لن ينجح.

بقلم : صلاح العرجاني
copy short url   نسخ
21/10/2016
5936