+ A
A -
يعاني ويتعـرض الكثير من الرجال من عـذاب وبطش ونكد وتمرد وسوء معاملة وإهمال وتحقير يصل أحـيانا لدرجة الإذلال وذلك من زوجاتهم ألا يعـتبر هـذا بمثابة الضرب النفسي الأشد قسوة ومرارة من الضرب الجسدي.؟
فكم من الأزواج الذين يعانون مرارة الحياة من قسوة زوجاتهم وصبرهم عـلى ذلك للحفاظ عـلى مستقبل الأولاد فإن كان هـناك من الرجال سيئ الطباع والمعاملة مع زوجته فهناك أيضا من النساء من تحمل هـذا المعـنى وما أشد قـسوة المرأة عـندما تتنكـر للجميل وتكره زوجها.! وكم من الزوجات تدفع زوجها عـمدا وبكل الحيل المختلفة من أجل أن يقوم بضربها عـند حدوث المشاكل بينما قـصدها من ذلك إقامة الحجة عـليه لدى أهلها أو عـندما يصل الأمر لدى الجهات القضائية لتؤكد بذلك مدلول الآية الكريمة (إن كيدهـن عـظـيم).
وأسوق هـنا مثالاً لقـصة ما زالت حاضرة في ذاكرة التاريخ عـلى قـسوة إحدى الزوجات عـلى زوجها الذي لم يكن شخصية عادية بل كان رئيسا لأقـوى دولة في العالم ألا وهـو الـرئيس السادس عـشر للولايات المتحدة الأميركية ابراهام لنكولن.
كان زواج ابراهام لنكولن ــ لا مقتله ــ! مأساة مؤثرة، فقد كانت السيدة لنكولن دائمة الشكوى دائمة الانتقاد، حتى مظهـر زوجها لم يسلم من انتقادها فكتفاه في رأيها مهدلتان ومشيته تنقصها الرشاقة، وأذناه كبيرتان وأنفه معـوج، وشفته السفلى مدلاة، وقـدماه ويداه كأقـدام القـردة وأيديهما، هكذا كانت تصفه، لا فيما بينها وبينه، بل أمام معارفها ومعارفه..!!
كان ابراهام لنكولن و«ماري تود لنكولن» عـلى طرفي نقيض في التعليم والبيئة والخلق والذوق والثقافة،
وقـد كتب «ألبرت بفريدج» عـضو مجلس الشيوخ الأميركي، كتب ذات مرة يقول: كان صوت السيدة لنكولن المجلجل يُسمع من الطريق وكان غـضبها يتخذ سبيلا آخر غـير الكلمات وليس لحوادث شراستها وفـظاعـتها من حـد يحدها!
«مثال ذلك أن لنكولن وزوجته كانا يعـيشان في الفترة التي تلت زواجهما، مع السيدة «جاكوب آرلي» وهي أرملة أحـد الأطباء اضطـرتها الظـروف إلى تأجير جانب من مسكنها لتستعـين بالأجـر عـلى المعاش، وفي ذات صباح، وبينما لنكولن وزوجته يتناولان الإفـطار، إذ أخطأ لنكولن خطا ً تافها ً أما ما هـو الخطأ فلم يعـد أحد يذكره لفرط تفاهـته، وأما ما فعلته السيدة لنكولن فـقد دونه التاريخ لفرط شذوذه وفـظاظته، فـقد قـذفـت بقدح القهوة الساخنة في وجه زوجها وهي تسب وتلعـن.!
ولم يقل لنكـولن شيئاً، ولم يفعـل شيئاً، بل جلس ساكنا في ذلة وكأنه طفل صغـير، وأسرعـت السيدة «آرلي» بخرقة مبللة مسحت بها وجهه وثيابه.! نعم كانت السيدة لنكولن من الحماقة والشراسة بمكان لا يصدقه العـقل حتى أن مجـرد قـراءتك شيئا من حوادث غـلظـتها تجعـلك تحبس أنفاسك دهشة وعجبا ً.. وقـد انتهى بها الأمر إلى الجنون، ولعل أقل ما توصف به أفعالها إنها كانت أفعالا جنونية حقا ً..!!
بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
19/10/2016
1850