+ A
A -
في اللحظة التي وقعت عيناك على العنوان قد يجول بنفسك خاطر بأن الكلمات الآتية مرتبطة بعاطفة الحب أو المحبة أو عكسهما الكره والنفور وكأن المشاعر لا تتوزع إلا على هاتين الصفتين بالرغم من أننا كبشر كتلة مشاعر ليس لها حد فأنت تحصل على ما تشعر به لا على ما تفكر به.. فالشعور حالة تجسد ما تؤمن به تماما وتذكر جيدا أن ما تؤمن به ككائن حي يسيرك ويسير الكون من حولك إلى أن تصل إلى تحقيقه، فقد تبدأ يومك ولديك شعور منذ أن تستيقظ وأنت في السرير أنه يوم سيئ وتتابع يومك بأحداث تتطابق وهذا الشعور فكل شيء تحاول تحقيقه يتسم بالفشل لذلك لا تسمح لأي خطأ يعكر صفو إحساسك بالتفاؤل ويجعلك تحكم على أن هذا الخطأ سيمتد ليشمل نهارك كله أو حياتك كلها، إذاً مشاعرك تشكل حياتك فاصنع عالمك بنفسك فمن المهم جدا أن تتحلى بالتفاؤل والمشاعر الإيجابية تجاه كل ما تصادفه يوميا فتلك المشاعر ستشكل طاقة تبثها حولك وتعود عليك أنت بالفائدة ثم على من حولك والآن اطلب ما تتمناه وحاول أن تجسده أمامك من خلال فكرة ثم انتظر أن تحصل عليه فأحيانا تسعى أفكارك لإعاقتك من الحصول على ما تتمناه من خلال أعمال المنطق البشري حيث هناك ما يسمى بصعوبات ومستحيلات يمكنها أن توقف تلك المشاعر الإيجابية من التدفق وتذكر دائما أنه ليس من المفترض أن تعلم كيفية سير الظروف.. كل ما تحتاجه هو أن تعلم ماذا تريد فالمنطق يقول إنه لا يمكن للمرض أن يستقر في جسد من يتمتع بحالة نفسية صحية بعيدة عن التشاؤم والكراهية أو السلبية فإذا كانت لديك مشكلة صحية واعتدت على التكلم عنها بشكل دائم وتابعت تذمرك منها فأنت تكون تعمل على خلق خلايا مشبعة بذلك المرض مرة تلو الأخرى حتى تصل لمرحلة تمكن المرض منك كمن يصل إلى طريق مسدود تماما كما تتطلبه الصحة النفسية من خلال الإفصاح للوصول لحل يقينا الآثار السلبية مستقبلاً على جسد أرهقته المشاعر المتعبة وجعلت منه معتلاً جسدياً ونفسياً، ولعل هذا ما يوجه له اليوم العالمي للصحة النفسية حين يسلط الضوء على الصحة النفسية وأهميتها تماما كما نسعى جاهدين لتكون صحتنا الجسدية بخير فالأمراض النفسية تسرق منا أجمل أيام العمر وتؤثر في علاقتنا بالأهل والأصدقاء والعمل بل والمجتمع بشكل عام وهذا ما سعت إليه جمعية أصدقاء الصحة النفسية في دولة قطر وهي التي اتخذت من كلمة «وياك» شعاراً لها كوقفة مع من لديه اعتلال نفسي للخروج من حالة لا يتمنى صاحبها الاستمرار فيها وللتوقف عنده مذكرةً الجميع بأهمية ألا تهمل نفسيتك لأنها بلا شك ستؤدي لدمار أكثر ليس على مستواك فقط بل على محيطك الأسري والمجتمعي وبالتالي ستكون عالةً على المجتمع بدلاً من شخص منتج له فلا تستخف بالتراكمات النفسية وتهملها أو تخجل منها بل عالجها وانهيها لتكمل حياة في مجملها هي رسالة أنت معني بتأديتها كإنسان مستخلف في الأرض لعمارتها، والأهم أن تعي بأن مشاعرك وتفكيرك يعيدون بناء جسدك من جديد ففي كل مرة تتبع أسلوب تفكير معين أنت تعطي جسدك جرعة شفاء أو قد تمكن المرض منك أكثر فهناك الكثير من الأمراض التي شفي أصحابها تماما نتيجة تغير أسلوب حياتهم الفكرية كما أن هناك الكثير ممن عاودهم المرض نتيجة العودة إلى أسلوبهم السلبي فأي المشاعر تختار الآن لتنهي إجازتك الأسبوعية وتستعد لأسبوع عمل جديد بإبجابية قارئي العزيز ودمتم بود.

بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
15/10/2016
3683