+ A
A -
تشعر أنك تهبها كثيراً، لكن رضاها صعب وبعيد. تقول لصديقك المقرب إنك قدمت لها الكثير لكن لا شيء يجعلها سعيدة وشاكرة، تشعر بالعجز، تنهك.. ثم تغوص في أعمالك، علّك تنسى هم «الزوجة» التي لا ترضى أبدًا. أنت تحاول النسيان، وهي تتراكم فوق أحزانها وسخطها.. ثم ماذا؟ يصبح الزواج جحيمك الذي ذهبت إليه مبتسمًا..
سأضع بين يديك خريطة لعقل المرأة. بأبسط الطرق الرياضية الممكنة. دعنا أولاً نخترع يومًا عاديًا: أنت تعود للمنزل، العمل اليوم ليس مزدحمًا وأنت ممتلئ بالكلام والمرح. تمضيان وقتًا طيبًا معًا، ثم تعدها بقضاء إجازة ممتعة في بلد تحبها. تطلب منك أن ترافقها للتسوق، فتوافق عن طيب خاطر رغم أنك لم تأخذ قيلولتك اليومية، لكنك اليوم سعيد وإيجابي، ولن تمانع أن تغرقها معك بالسعادة. ثم في طريق العودة يأتيك اتصال هام، وتلغي دعوتك لها للعشاء. فتحدث الكارثة!
عقل الرجل والمرأة يجريان الحسابات بشكل مختلف تماماً. الرجل بقوم بعمل فورمات نهاية كل يوم. المرأة لديها دفتر حسابات دقيق جدًا. دفتر لا ينسى بعض الأرقام أو يسقطها. ويعمل على المعادلة الدقيقة والبسيطة هذه: (+1) + (-1) = صفر. بمعنى أن كل ما يحدث منذ أول لقاء بينكما حتى الساعة الأخيرة قيد التسجيل. هذه المعادلة تعمل باتقان: أي أنك إن قمت بعشرة أفعال جيدة، يقابها عشرة أفعال سيئة، ستكون النتيجة الحتمية: صفر. أي أن ما قمت به من مفاجآت وهدايا ومساعدات ستكون قيمتها المطلقة: لا شيء! في مثالنا السابق، الرجل قام بثمانية أفعال جيدة مثلًا، ثم عمل واحد سيئ، يتساءل هو: لماذا تنسى الثمانية وتركز على الواحد؟ لا يا عزيزي الرجل، عملية الجمع لديك ناقصة، المرأة تحسب كل شيء، عليك أن تراجع رصيدك الإجمالي، لتعرف تقييمك الصحيح بالنسبة لها، فإن كنت مثلا زوجًا سيئا على مدى خمس سنوات، أنت بحاجة لخمس سنوات من التعويضات الإيجابية فقط لـــــتصفّر العداد. لتكون نتيجتك (+5) + (-5) = صفر. بعدها يمكنك أن تشاهد مباراة فريقك المفضل وقت رغبتها في الخروج، أن تنسى الاحتفال بيوم زواجكما دون قلق، أن تتحدث في الهاتف لفترات مطولة دون أن تشعرك بتهميشها. ابدأ منذ قراءتك للمقال باستخدام المعادلة. وستذهل بالنتائج.
بقلم : كوثر الأربش
copy short url   نسخ
13/10/2016
3358