+ A
A -
رحم الله نورة الهيدوس وريم الكلباني رحمة واسعة وتقبلهما في غـمرة الشهداء، اللهم ألهم أهليهما الصبر والسلوان واربط عـلى قلوبهم واجبر كسرهم يا الله.
التفاصيل والتحقيقات والبحث عـن كـيف حدث هذا وذاك.. ولكن هل أرواح بناتنا وأبنائنا رخيصة؟
بالصوت العالي نردد لا وألف لا.. من المسؤول عـن أرواح بناتنا اللاتي هدرت ضحية الإهمال؟! من المسؤول عـن الإهمال ومن سيحاسبهم، وماذا بعـد، هل ننتظر دائماً حدوث شيء كهذا لنأخذ الإجراءات ونلتزم بالقوانين ونطبقها؟ أين المشرفات أين المراقـبات، لماذا هذا الإهمال؟ لو كانوا أجانب بماذا ستجيبون لحقوق الإنسان؟ أسئلة كثيرة واستفسارات عـديدة وألم وحسرة في قلوب ذويهم والمجتمع القطري.. نعم جميعاً تأثرنا بخبر وفاتهما وتأثرنا أكثر بسبب الإهمال، هذا المسلسل المتواصل الذي لا حد له ولا نهاية!
كلمات والدة نورة ترن بالقلب لا تعـرف ماذا تقول ولا كيف تعـبر، ومن يلومها فـفلذة كـبدها رحلت دون رجعة.. من المحاسب ومن الملام؟ مازلنا نتجرع مرارة الألم لموت (شروق السليطي) رحمها الله والتي ذهبت ضحية الإهمال الطبي وتركت أطفالاً حرموا من حنان الأم بسبب الإهمال.. نعم إهمال أولاً وأخيراً..!
وهاهو المشهد يتكرر بسيناريو آخر للإهمال في أحد المرافق التعليمية، بسبب التسيب والإهمال.. بلدنا وفر لنا كل وسائل العيش السليم والصحي والآمن ولكن إهمال الرقابة هـذه هي نتائجه، مهما كانت نتيجة التفاصيل والتحقيقات، هناك إهمال وتسيب، لماذا لا يؤدي كل مؤتمن وظيفته التي وضع من اجلها مسؤول واجباته؟ ولماذا تغـيب الوطنية والغـيرة عـلى حقوق البلد والمواطن من ضمائر بعض المسؤولين؟.. المسؤولية الاجتماعـية والوطنية هل من اللازم تدريسها في المدارس أم هي من الأساسيات التي يجب أن تكون مزروعة في أذهاننا وقلوبنا؟ هل نحتاج لتذكيرنا بأن المناصب هي مسؤولية وهي أمانة في أعـناقـنا، كونك مسؤولا لا يعـني فـقط منصبا ومكتبا وكرسيا وهاتفا بل عمل وإخلاص وتفان لخدمة الثقة التي وكلت بها لخدمة هذا المنصب كلكم راع ومسؤول نعم جميعاً مسؤولون كل في المكان الذي وضع به لخدمة هذا البلد المعطاء.. كلنا لابد لنا من السعي في تذليل كل الصعاب والسعي لخدمة قطر دولتنا الحبيبة التي لها من الحقوق ما لم نستطع إيفاءها.. بلدنا يصرف الكثير وينتظر منا المقابل، بناء قطر وتطويرها ورفع اسمها وكل شيء من أجلها.. هي تلك واجباتنا نحو بلدنا ببساطة.
كلمة أخيرة:
ثروة قطر بمواطنيها وبأجيال الغـد.. ثروة لابد من الحفاظ عـليها.. لنعمل يداً بيد من أجلهم.. لنستشعـر الوطنية عـند أداء مهامنا الوطنية ليس فقط تفاخرا بمنصب ومكان بل بإنجازات تحقق عـلى الواقع ليضع كل منا بصمته.. ما تقوم به اليوم هو الإرث لأبنائا في الغـد، فـيا ترى ماذا نريد أن نورثهم؟
بقلم : إيمان عـبد العـزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
12/10/2016
4720