+ A
A -

تصاعد الخلاف الروسي - الاميركي في سوريا الى درجة دفعت لافروف الى اتهام العسكر في واشنطن بمخالفة تعليمات اوباما، وبرفض استهداف تنظيم النصرة الذي استغل انهيار الهدنة الاخيرة للحصول على تعزيزات وأموال اضافية من الخارج.
هذه الخلافات ظهرت واضحة عندما اتهم الاميركيون الروس علنا بالبربرية في عملياتهم العسكرية ضد حلب وباستهدافهم هم وقوات بشار الاسد محطات المياه والكهرباء وما بقي من مراكز صحية لإجبار المدينة على الاستسلام.
وفي الوقت الذي بات فيه معلوما ان موسكو تستعد بمساعدة عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة، لاجتياح حلب برا، فإن هذه النوايا التي تتعارض مع اتفاق الروس والاميركيين الاخير، ربما تشجع الاميركيين على فتح الباب امام قيام دول الخليج العربي وتركيا، بتزويد المعارضة السورية بصواريخ سام التي تحمل على الكتف والتي تسقط الطائرات بسهولة وتستخدم ايضا ضد الدبابات، وكانت بالفعل العامل الحاسم في إلحاق هزيمة مذلة بالسوفيات في افغانستان قبل ثلاثة عقود.
وفيما قسم الروس والايرانيون سوريا الى منطقتي نفوذ، ها نحن نسمع بهرام قاسمي المتحدث بلسان الخارجية الإيرانية يتبجح بقوله إنه لا يمكن ان يتم تفنيذ اي قرارات بشأن سوريا دون مشاركة طهران، محددا مطلبين: وقف إطلاق النار ومنع السلاح عن «الارهابيين»، يقصد المعارضة الوطنية المسلحة.
غير ان «توازن الرعب» المجحف والمائل لصالح روسيا وإيران والميليشيات الإرهابية الشيعية والحرس الثوري، مقابل المعارضة الشرعيةالصابرة، يسير كما يبدو نحو التغير، فيما نميل الى تشجيع تمرد الضباط الاميركيين على أوامر القائد العام للقوات المسلحة باراك أوباما، الذي لا يخفي دعمه لإيران على حساب حلفائه المزعومين في الخليج.
المعادلة ستنقلب رأسا على عقب بمجرد أن تعطي أميركا الضوء الأخضر لتركيا ودول مجلس التعاون لتوريد صواريخ الكتف بكثافة إلى سوريا، باعتبار ان هذا هو الحل الأمثل لوضع حد للقصف الهمجي والوحشي الذي تشنه الطائرات الروسية بمساعدة ما تبقى من طائرات تابعةللنظام المنهك.
وقال مسؤولون اميركيون طلبوا عدم تحديد هوياتهم لوكالات الأنباء إن السعوديين يعتقدون على الدوام بأن السبيل الوحيد لإقناع الروس بالتراجع هو ما أفلح في أفغانستان منذ ثلاثين عاما عندما نجحت صواريخ سام الأميركية التي زود بها المجاهدون الأفغان في إلحاق هزيمة تاريخية بالسوفيات. والآن جاء دور الروس لأن ينهاروا هم أيضا، لكن القرار بيد واشنطن الغاضبة بشدة من وعود الروس الكاذبة واستهداف طائرات موسكو ودمشق مواقع مدنية في حلب خاصة ما تبقى من خطوط ماء وكهرباء، لحمل المدينة على الخضوع، ومن ثم غزوها برا من قبل الجحافل الشيعية!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
28/09/2016
1921