+ A
A -

احترت أمس عن ماذا أكتب لكم!!
إن كتبت بالاقتصاد،
سيحاربني التجار، ويبدأون بتضييق الخناق على تجارتي، مما سيتسبب بإغلاق محل الحلاق الذي تمتلكه عائلة بن سيف من ثلاثمائة عام.
وإن كتبت في الفن،
سيشي بي الفنانون ويشوهون صورتي الجميلة عند علية القوم ويجعلهم يكرهونني اسما ورسما.
وإن كتبت عن الرياضة،
سأحسب مع فلان ضد فلان، وفلان هو ابن فلان الفلاني، وهذا يعني أنني أنتحر اجتماعيا.
وإن كتبت في السياسة، فسأدس أنفي في خلية نحل هائج، أوله عند أنفي وآخره عند قدمي، ولن أخرج حتى تقتلني آخر لسعة منه.
إذن ماذا بقي من اقتراحات الكتابة الآمنة والتي تبقيني في «السيف سايد»؟
فرحت كثيرا أمس حين قرأت خبرا عن فأر في مطعم أميركي شهير.
قلت الحمد لله، لعلني لو أكتب عن هذا الفأر المحمص في تلك المطاعم... الشهيرة، ستكون عندي حرية لا بأس بها، لأنني أكتب عن فأر ميت.
كتبت الموضوع وكتبت اسم المطعم، ولو كنت أعرف اسم الفأر لكتبته أيضا، على اعتبار أني في «السيف سايد»، فهو ليس أكثر من فأر ميت وبالتأكيد لا أنصار له.
لكني تفاجأت بمقص الرقيب يشطب اسم المطعم من المقال، ويجعله مطعم نكرة، لأن الرقيب لا يستبعد أن ترفع عليّ الشركة صاحبة المطعم قضية تشهير.
وهو محق في ذلك،
فلو أنها رفعت قضية تشهير ضدي لطالبت بمبلغ تعويض لا تكفيه رواتبي الشهرية لمدة خمسين سنة.
ماذا نكتب؟ إن كنا لا نستطيع أن نكتب عن فأر ميت؟!
بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
28/09/2016
1285