+ A
A -

كيف لرجل هوى قلبه نحو أول بيت وضع للناس في مكة، وطاف بالبيت العتيق، وصلى خلف مقام إبراهيم، وسعى بين الصفا والمروة وصعد إلى منى وعرفات ثم نفر إلى المزدلفة.. ورمى الجمرات الكبرى والوسطى والصغرى مستعيذا بالله من إبليس، كيف لرجل حج بيت الله وطاف طواف الإفاضة وعاد كما ولدته أمه أن يرتكب أكبر إثم حرمه الله وهو «قتل النفس التي حرم الله بالحق»
نعم.. لقد أجرم ناهض حتر بنشر كاريكاتير يسيء للذات الإلهية على صفحته.. واستحق الحساب وفق قانون النشر وأمام القضاء.. وهو ما طالب به العقلاء من اهل الإسلام.. محاسبته قانونيا.. أما أن يأتي رجل أدى أعظم فرائض الإسلام.. ليرتكب جريمته وسط النهار وأمام قصر العدل الأردني.. وعلى مرأى من ابنه الذي سيعيش ميتا وهو حي بعد أن رأى والده مضرجا بدمه.. وهو من أمسك بالقاتل.. مع رجال الأمن والحضور الذي حاول الفرار بعد ارتكب أبشع جريمة يرتكبها إنسان..
لقد ارتفعت دعوات للقصاص من ناهض حتر الذي عاقبته الدولة الأردنية بعدم الكتابة منذ نهاية عقد الأول من القرن الحالي.. ولجأ للعمل في لبنان.. وعاد إلى الأردن ليمارس الاستفزاز الديني على صفحته في الإعلام الفضائي المفتوح.. وكان يمكن الرد عليه بالقول الواضح والصريح.. وما جاء في القرآن الكريم «وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» والقسم الالهي بـ«القلم وما يسطرون» ولقد سطرت يداه أو نقلت كاريكاتيرا سيحاسب عليه عند الله سبحانه للسخرية التي تضمنها هذا الكاريكاتير.
إن مقتل حتر بهذه الطريقة ومن قبل رجل يبدو في هيئته رجلا مسلما.. هو حقيقته إساءة إخرى للإسلام تضاف إلى إساءات داعش.. التي تقتل من تضبط معه علبة سجائر.. أو من تدعي أنه لا يحفظ جزءا من القرآن».
أي عقيدة نشأت عند بني الإسلام؟.. وأين المجددون في الدين؟.. أين شيوخ الإسلام الذين يتحملون مسؤولية كبرى في منع هذا الانهيار في الأخلاق لدى بني الإسلام وصلت إلى تحليل ما حرم الله؟..
لقد كان ابن حتر عاقلا.. بعدم قتل الجاني الذي قتل والده أمام ناظريه.. وسيحمل جثة والده ويمشي بها على طريق حياته مدى العمر.. إلا إذا رأى قاتل والده قد نال عقابه الذي يستحق في جرائم القتل..
كان الله في عون الأردن.. وهناك من يحاول فتح أبواب الفتن فيها..
حمى الله الأردن.. أرض الرباط وفاتحة الأبواب للمعذبين من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
26/09/2016
549