+ A
A -
يقول الشاعر:
إذا نطق السفيه فلا تجبه
فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته روحت عنه
وإن خليته كمداً يموت
ويقول آخر :
لا ترجعن إلى السفيه خطابه
إلا جواب تحية حيّاكها
فمتى تحركه تحرك جيفة
تزداد نتناً إن أردت حراكها
وقال أحد الفضلاء: متاركة السفيه بلا جواب، أشد على السفيه من الجواب
سطورنا اليوم لها صلة بالعنوان أعلاه، بالسفاهة اللفظية والفكرية والسفاهة في المواقف والتعامل مع الآخرين عندما نقول فلان (نفسه خايسه) (نفيسي) رافع خشمه فوق!! سفاهة لها خطر عظيم على الفرد والمجتمع! إنها آفة من الآفات التي تعمل على تقويض المجتمع ونشر الفوضى والاضطراب فيه، وتسيء إلى مؤسسات الدولة ووزاراتها إذا وسدت المسؤولية فيها إلى هذه النوعية السيئة! أصل كلمة سفاهة طيش، خفة، جهل، رداءة خلق! ووسائل التواصل الاجتماعي من واتس آب وتويتر وفيس بوك وغيرها ساهمت بشكل كبير في انتشار السفاهة وانتشار أصحابها الذين وثقوا سفاهاتهم ونشروها على الملأ بقصد الإجحاف والإرجاف والتشكيك والسخرية والتهكم على رموز ريادية وعلماء رياديين لهم أياديهم البيضاء والفضل على الأمة بأسرها ومن كان هذا حاله فهو- في تقديرنا- أبعد الناس عن التقوى والسوية! بل نعتبر فعله معيبا وخادشا للحياء وفسقا بيّنا والفاسد والساخر دوره لا يخفي في الإفساد بين الأفراد في المجتمع الواحد! فكم من واتساب أوقد فتنة! وكم من تعليق ساخر أوجد نقمة! وكم من تهكم جلب ألف لعنة على صاحبه!
إن من يمارس السفاهة بشتى صنوفها يمارس التضليل والتمويه والكذب ويلبس الحق بالباطل من أجل الشهرة الزائفة والانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي وتضحيك الناس! إنها سفاهة وقصر نظر وجهل وحمق ولو من باب الفكاهة والمزاح والتسلية والتي لا تتوافق مع الاعتبارات الشرعية ولا القيمية ولا التربوية ولا الاجتماعية ولا المجتمعية!!
سفاهات تنتشر وتسابق الريح وتصل إلى أبعد مدى! السفاهة مرض وأصحابها لا خلاق لهم! عقولهم قاصرة وسمت بالخسة والدناءة والتفاهة والحقارة، قال تعالى «وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، سورة ق الآية 18.
يقول أخونا وصديقنا القانوني والإعلامي علي بن عبدالله الهاجري «إن بعض وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نقل السفاهات وانتشار الجهالات والمخالفات وأوجدت العداوات والخصومات وضخمت من المبالغات وجعلت من الجاهل عالم ومن الناقص كامل»، أو ما معناه!
والمحصلة النهائية يظل الدلدول دلدول لا خلق لا أدب لا حياء!!! فرحان بجهله وسكره وتطاوله عل علماء الأمة طيب الله ثراهم..
نسأل الله الهداية والصلاح والشعور بالمسؤولية في جل أمورنا ويرد من أساء لعلمائنا ومشايخنا إلى جادة الصواب.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
25/09/2016
1383