+ A
A -
لفرط بساطته أو جهله، كان باراك أوباما يأمل ليلة لقائه الأخير مع نتانياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بأن يتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية خطوة ما نحو إنهاء احتلال فلسطين. لكن هذا الأمل انهار من اللحظة الأولى، وكان حسب وصف صحيفة هآرتس «لقاء بين فشلين مدويين في تاريخ محاولات إحلال السلام في الشرق الأوسط».
نعلم أن الرؤساء الأميركيين يرتعدون خوفا من اللوبي الإسرائيلي «الإيباك» الذي يتحكم بكل صغيرة وكبيرة في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، لكن الجبن يصل إلى درجة لا يمكن تصورها وتفرض في الواقع ضرورة خروج واشنطن من دائرة الاستعباد الإسرائيلي.
من هو هذا السافل القادم من بولندا حتى يقرر مسألة الحرب والسلام والثواب والعقاب في فلسطين؟ ولماذا يرضى رؤساء الولايات المتحدة واحدا وراء الآخر أن يخدموا كوزراء خارجية في بلاط أصحاب الفخامة رؤساء حكومات إسرائيل؟
عندما دخل أوباما البيت الأبيض أثار قدرا كبيرا من الأمل بإنهاء سفك الدماء في الشرق الأوسط، بل ذهب إلى حد التنظير على نتانياهو وتوجيهه إلى وقف الاستيطان اليهودي الذي يدمر احتمالات السلام. غير أن صدامه مع زعيم الليكود انتهى لصالح الصهاينة، لينسحب أوباما كما الفأر إلى الجحر، وصمت منذ ذلك الحين عن فتح سيرة الاستيطان.
وبعد قضائه ثماني سنوات كرئيس للولايات المتحدة لا يستطيع أوباما أن يسجل لصالحه إنجازا واحدا في المجال الفلسطيني - الإسرائيلي، وسيتذكره الناس في هذه المنطقة من العالم كأحد أكثر الرؤساء الأميركيين فشلا في الشرق الأوسط. وعندما قال أمام الجمعية العامة عشية لقائه بنتانياهو إن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، فإنه لم يأت بمعجزة ما دام هو وأسلافه مسؤولين عن استمرار الاحتلال في الضفة الغربية وعن تمويل وتسليح الدولة الغاصبة والعنصرية والمعتدية، وعن السماح لكل المتبرعين اليهود بأن يرسلوا مئات الملايين من الدولارات لدعم وتوسيع الاستيطان.
وسنظل نتساءل: إلى متى يستمر الوضع على هذا الحال؟ وكيف لم يتمكن ولو واحد من الرؤساء الأكثر قوة في تاريخ الولايات المتحدة والأعظم مكانة في بلاده، من أن يتخذ خطوة ما تؤدي إلى نهاية واحد من أسوأ الاحتلالات الاستعمارية العنصرية في التاريخ المعاصر؟.
وكما ذكرت هآرتس فإن أوباما الذي بدأ عهده بعبارة «نعم يمكننا» تبين بعد ولايتين بأنه لا يمكنه، وبأنه توقف عن المحاولة ربما لأن الإيباك هددته بالقتل.. من يدري؟!!

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
25/09/2016
2027