+ A
A -
بالتأكيد تتذكرون حديقة حيوان الدوحة، وتتذكرون أنه تم غلقها في عام 2012م، على وعد من البلدية وأشغال بإنشاء أخرى بديلة عنها وجديدة تكون معلما سياحيا يقصدها أبناء قطر وغيرهم من الزائرين للدوحة الذين يتوافدون إلينا من الدول الشقيقة المجاورة، وتقدر مساحة حديقة حيوان الدوحة الجديدة حسبما قرأنا بـ 75 هكتاراً أي أنها تعادل حجم الحديقة الحالية بسبع مرات وسيتم تقسيمها لعدة مناطق ستحمل السمات الطبيعية والمناخية لثلاث قارات حيث ستكون هناك «المنطقة الأفريقية» التي تتميز بغابات السافانا، و«منطقة آسيا» بسحرها الطبيعي المميز وجبالها، ومنطقة «أميركا الجنوبية» بغاباتها الكثيفة والممطرة، كما ستكون هناك أجزاء ممطرة بالفعل لإثراء تجربة الزوار الذين سيشعرون بأنهم في إحدى الغابات الاستوائية الكثيفة والماطرة.
وهذا الوصف الجميل جعلنا ننتظر ونترقب بشوق أي خبر يؤكد جدية إقامة هذه الحديقة وبهذه المواصفات ذات المستوى الراقي الذي يتناسب مع ما يتم تشييده وتجديده من معالم سياحية أخرى، كمتحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي، ولكن مرت الأيام والشهور والسنين ونحن في حالة الانتظار ليتحقق هذا الوعد ومع ذلك لا يزال مصير هذه الحديقة مجهولا، فلا دلائل تبشر بحديقة بديلة لها مثلما قيل، حتى مصير الحيوانات التي كانت بها بات هو الآخر مجهولا، ولم يعرف أحد هل هي حية ترزق، أم انتقل بعضها إلى الدار الآخرة، أم موقوفة لدى جهة ما.

فقط المسؤولون في البلدية وأشغال هم من يعرفون الحقيقة، لأننا قرأنا في أحد التحقيقات الصحفية أنه تم نقل الحيوانات إلى مراكز إيواء خاصة وتحظى بالرعاية الكاملة تحت إشراف خبراء ومتخصصين، ثم قرأنا بعد ذلك أن الحيوانات لا تزال في مكانها القديم وليس هذا فحسب وإنما تكاثرت، وكما قرأنا أنه تم نقل مجموعة من الحيوانات إلى منتزه الخور الجديد.
بغلق الحديقة نكون فقدنا مكانا ترفيهيا جميلا كان الناس يقضون فيه أوقاتا ممتعة، ومزارا سياحيا لا أقول بالمستوى اللائق ولكن على الأقل كان موجودا وهو خير من اللاموجود، ومن الفئات التي تحتاج هذه الحديقة أكثر من غيرها تلاميذ المدارس فقد كانت المعلمات تصطحب التلاميذ إلى ذلكم المكان الهادئ والآمن، والمفيد في نفس الوقت على اعتبار أن المناهج الدراسية تتضمن موضوعات عن أنواع من الحيوانات كانت موجودة في الحديقة.
المهم هو ألا تخذلنا الجهات المختصة وتكون عند وعدها بافتتاح الحديقة الجديدة رسميا في العام القادم وأن تعطي مزيدا من الاهتمام لمثل هذه العناصر البيئية ويمتد الاهتمام ليشمل المحميات الطبيعية في الدولة فتمدها بنوع من الدعم المالي والإرشادي فذلك من شأنه أن يصون البيئة ويحافظ على مكوناتها من الحيوانات والطيور وحتى الزواحف والنباتات والأشجار والأحياء المائية من الانقراض، فالحفاظ على البيئة ليس ترفا كما كان يفكر البعض ولكنه ضرورة حضارية، فياليت الجهات المسؤولة مشكورة تقول لنا إلى أين وصل العمل في هذا المشروع ودمتم.

بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
25/09/2016
10055