+ A
A -
أعرب الرئيس الأميركي «باراك أوباما»عن القلق تجاه النشاط الاستيطاني الصهيوني في أراضي الضفة الغربية المحتلة والقدس..
جاء ذلك قبيل لقاء أوباما ورئيس وزراء الكيان الصهيوني «بنجامين نتانياهو» في نيويورك يوم أول أمس الأربعاء على هامش اجتماعات الدورة الحالية للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأكد أوباما مجدداً التزام الولايات المتحدة الأميركية بالمحافظة على أمن إسرائيل، قائلاً: «إن علينا أن نحافظ على إحياء فكرة وجود إسرائيل كدولةٍ آمنةٍ بجوار الدولة الفلسطينية»، مكتفياً بذلك دون أن يشير إلى وجوب قيام هذه الدولة في إطار حلٍّ سلميٍّ قانونيٍّ معترفٍ به دولياً.. ومن جانبه، أكد نتانياهو عمق الصداقة بين واشنطن وتل أبيب.
ووفق بيانٍ صدر عن البيت الأبيض قبل عدة أيامٍ، فإن الجانبين سيبحثان مسألة المضيِّ قدماً في إيجاد حلٍّ لقضية الشرق الأوسط، على أساس قيام دولتين متجاورتيْن، تعيشان في أمنٍ وسلامٍ.
يشير مراقبون في تل أبيب إلى طبيعة هذا اللقاء الذي يصفونه بلقاء مجاملةٍ، لا يحتمل أي التزاماتٍ جديدةٍ.. فمنذ اجتماعهما الأول العام 2009، اتسمت اللقاءات اللاحقة بين أوباما ونتانياهو بالتوتر والشك والأنباء السلبية المتضاربة.
على أي حالٍ، فإننا لا نرى جديداً في لقاء أوباما نتانياهو الأخير، الذي نتفق فيه على القول بأنه لقاء مجاملة، فالأمور الملزمة التي جرت قبل اللقاء، حملت استمرار الدعم الأميركي غير المشروط للكيان الصهيوني، وأبلغ دليلٍ على ذلك هو المساعدة العسكرية الأخيرة بمبلغ ثمانية وثلاثين مليار دولار والتي فاقت كل التوقعات، وهي التي أعرب نتانياهو عن ارتياحه لها، والتي أكد أنها ستمكّن إسرائيل من الدفاع عن نفسها ضد أي تهديدٍ، حسب قوله.. أما إيجاد حلٍّ للقضية الفلسطينية على أساس قيام الدولتين، فإنه- وحسب تقديرنا- لم يكن موقفاً أميركياً ملزماً، فقد فشل وزير الخارجية الأميركي في جهودٍ سابقة ضمن رحلاتٍ مكوكية، في زحزحة إسرائيل عن موقفها تجاه عقباتٍ كبيرة تحول دون التوصل إلى الحل، أبرزها سياسة التوسّع الاستيطاني في أراضي الضفة الغربية والقدس، والوضع النهائي للمدينة المقدسة وقضية اللاجئين.. ولا يعني الإعراب عن القلق تجاه ذلك، على لسان الرئيس المغادر للبيت الأبيض في يناير القادم، أي تحريكٍ إيجابيٍّ بهذا الخصوص..
ما نفهمه في هذا السياق هو حجم المساعدة الأميركية العسكرية غير المسبوقة لإسرائيل في هذا الوقت المشحون بالأزمات والتهديدات في منطقةٍ لم تغادرها البراكين والزلازل السياسية في السنوات الخمس الأخيرات.

بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
23/09/2016
1754