+ A
A -
عام دراسي جديد قد بدأ مع توجه طلابنا إلى مدارسهم. ولكن ما الجديد في ذلك؟ فهو مثل كل عام مضى، بل وأن حتى العام الدراسي القادم سيكون نفس هذا العام والذي قبله! ولكي نكون منصفين هو بالفعل عام جديد بشكله فقط من حقائب، وكتب، ودفاتر، واقلام، في Eحين تظل مشاكل الأعوام السابقة مكدسة في حقيبة الطالب المرمية في اسفل درج البيت، أو موضوعة في درج طاولة الصف الدراسي حتى تغير لونها، أو مخزنة في خزائن المجلس الأعلى للتعليم المزدحمة اصلاً بالمشاكل، وقد اعتلاها الغبار وكل ما نفعله أننا ننفض الغبار في كل عام عن مشاكلنا ونحن نهنئ انفسنا بالعام الدراسي الجديد.
منذ انطلاق مبادرة تطوير التعليم تحت شعار «تعليم لمرحلة جديدة» عام 2004 لمواكبة متطلبات التنمية. ظلت هناك الكثير من المطبات، ولا أقول ان التعليم في زمننا لم تكن تشوبه شائبة. بل كانت له حسنات وسيئات حاله من حال التعليم اليوم، ولكن لماذا نرى اصابع الاتهام توجه في كل عام إلى المجلس الأعلى سابقاً ووزارة التعليم حاليا. فبدلاً من تجاوز المعوقات أصبح ولي الأمر يحملها للمدرسة، والمدرسة تحملها للطالب، والطالب يحملها للبيت والمدرسة. على طريقة اهزوجة «حمامة نودي نودي سلمي على المجلس الأعلى.. المجلس الأعلى صار وزارة.. والوزارة ماعندها مفتاح للمشاكل.. والمشاكل في شنطة المدرسة.. والشنطة ما فيها كتب.. والكتب عند المدرس.. والمدرس يريد الطلاب.. والطلاب عند ولي الأمر.. وهكذا..».
لا أحد يريد أن يضع اصبعه على المشكلة فكل طرف من اطراف العملية التعليمية يحمل المسؤولية للطرف الآخر ولكن إذا جلسنا مع بعضنا البعض بنية الإصلاح فحتماً سنصل لحل.
فالعملية التعليمية تشبه مثلث (ماسلو للاحتياجات) – هذه معلومة تعلمتها بالمدرسة حتى لا تقولوا ان التعليم فاشل – الشاهد أن قاعدة الهرم بشكله الجديد، يتمثل في (المدرسة) بحيث تكون بيئة تعليمية صحية، المكون الثاني (البيت) حيث يتم غرس قيم حب العلم والمعرفة لكي تكمل دور المدرسة حتى نصل إلى قمة الهرم وهو(الطالب).
إن صلاح هذا المثلث – ولا يقول لي قائل: هل صلاح هو مدرس الرياضيات – ولكن هو أكبر من مجرد اسم صلاح ولكن هو بمثابة فعل مستمر يضمن استمرارية صلاح العملية التعليمية. وأن لا يصبح همنا من التعليم متى تبدأ اجازة آخر العام الدراسي!!
إن مسؤولية نجاح العام الدراسي الجديد، هي باستحضار العام القديم ولكي ننجح يجب أن نكون أمناء مع انفسنا ونعلم ان هناك نقاط ضعف يجب اصلاحها لنحل مشكلات الحاضر، مثلما هناك نقاط قوة يجب ان نبني عليها لمستقبل أفضل.
في الختام اريد القول انه هذه المقالة كانت مع بداية العام الماضي وطالما نحن ندور في نفس الدوامة فهي تصلح لهذا العام، واتمنى أن لا أكتب نفس العنوان العام المقبل. وعلى ذكر التطوير أتمنى أن لا يسأل المعلم طلابه السؤال التقليدي أين قضيت اجازة الصيف؟ نريد نوعا من الابتكار مثلاً: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ يبدو أن لا فائدة ترجى.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
22/09/2016
2765