+ A
A -
ظهر الإنسان العاقل في أفريقيا ثم هاجر إلى شتى بقاع الأرض.. عرف علماء الأحافير ذلك من خلال تتبع بقاياه المتحجرة.. وأيضا تتبع المواقع التي اختفت فيها الحيوانات القديمة.
فالإنسان القديم- مثل الإنسان الجديد- ما أن يطأ أرضا جديدة حتى يدمرها ويستهلك حياتها الفطرية.. يصطاد حيواناتها حتى تصل إلى درجة الانقراض قبل أن يهاجر بحثا عن بقعة خصبة جديدة.. فعل ذلك قديما في أوروبا وشمال أفريقيا والجزيرة العربية (التي كانت تتمتع بمناخ خصب وحياة مزدهرة)، وفعل ذلك حديثا حين أفرغ أميركا وأستراليا ونيوزيلندا من حيواناتها البرية.
وقل الشيء نفسه عن بقية الموارد الطبيعية التي أصبحت في العقود الأخيرة عاجزة عن اللحاق بمتطلبات 9 بلايين إنسان يعيشون فوق سطح الكوكب.
فكر بالنفط والغاز والمياه الجوفية العميقة ستكتشف أنها تشكلت خلال عصور جيولوجية طويلة قبل أن نبدأ نحن باستهلاكها خلال سنوات قليلة.
حين نتحدث في هذا المقال عن (انتهاء صلاحية كوكب الأرض) لن نكون مبالغين وحدث ذلك فعليا وحرفيا في مناطق ودول صناعية كثيرة.. وكانت منظمة الحياة الفطرية WWF أعلنت قبل فترة عن خشيتها من انتهاء صلاحية الأرض عام 2050 في حال استمر البشر بهذا المستوى من الإهمال والاستهلاك.
وقالت- في تقرير طويل- إن ثلث موارد العالم الطبيعية دمرت تماما منذ 1975 وإن هناك بحيرات وغابات اختفت تماما، ومناجم وحقولا تم استنزافها أو تلويثها بالكامل.. وقالت أيضا إنه خلال الثلاثين عاما الماضية اتسع ثقب الأوزون في السماء وانخفضت نسبة الأكسجين في المدن وشحت المياه العذبة في افريقيا وارتفعت درجة الحرارة بنسبة تزيد على ما حصل في الألف عام الماضية.
كما تضمن تقرير المنظمة قائمة بالموارد المستنزفة منذ عام 1970 جاء في إحدى فقراته أن الأسماك (الموجودة منذ 300 مليون عام) بدأت بالاختفاء نهائيا من مناطق بحرية كثيرة. وفي حين اقتضى تشكل الغابات الاستوائية قرونا كثيرة دمر البشر 12 % منها منذ عام 1970 فقط.. حتى الفيلة (التي كانت تنتشر في جميع القارات قديما) كان عددها في أفريقيا 3.5 مليون عام 1970 تراجعت بسبب الإنسان إلى نصف مليون فقط.. أما النمور فانخفضت بنسبة 95 % منذ ذلك الحين، خصوصا في جنوب شرق آسيا حيث الطلب الطبي الكبير على عظامها وأنسجتها الحيوية.
هذه الأرقام تثبت أن البشر هم الجنس الأكثر بعـداً عن الانقراض، والأكثر خطرا وتدميرا للحياة الفطرية والمخلوقات الحية- بل وحتى على بني جنسهم- وإذا استمر استهلاكهم بالمعدل الحالي فيتحتم عليهم التفكير جديا باستعمار كوكب جديد بحلول عام 2050!
بقلم : فهد عامر الأحمدي
copy short url   نسخ
10/09/2016
2844