+ A
A -
بتكلفةٍ فاقت 30 مليون دولار، وبعد عمل مضنٍ استغرق حوالي 7 سنوات، وتم تنفيذه بغضون 3 سنوات، نجحت شركة إنتاج عربية في طرح فيلم الأنيميشين «بلال» في صالات السينما في قطر والخليج وفي صالات السينما العالمية.
ليس هذا المهم، المهم أن فكرة الفيلم تروي حياة الصحابي «بلال بن رباح» وكيف استطاع أن يحطم قيود العبودية، ليبدأ بعدها حياة الحرية. فالفيلم ليس سردا تاريخيا لحكاية القرآن، أو المسجد، بقدر ما هو توصيف لرمزية التحول من «عبد إلى سيد» وذلك قبل أكثر من 1400 عام ليكون مصدر إلهام، خاصة أن العبودية لم تنته من العالم إلا قبل عشرات السنين ومن هنا تكمن رسالة الفيلم السامية التي لا بد أن تصل للعالم.
صحيح أن الإسلام لم ينهِ العبودية، أو يحرمها، بل انتهت نتيجة قرار تبنته البشرية، لأن الإسلام لم يوجد الرق في الأصل بل كان نظاما قائما. ولكنه مهد الطريق للخلاص منه، بل ورغب وحث على هذا الأمر. ولعل الحكمة تكمن في ذلك! لأنه لو كان هناك نص صريح يحرم العبودية لما رأيتها مستمرة حتى الآن بأشكال، وصور مختلفة. وللأسف مازلنا نجد بعض المسلمين يستفتون المشايخ في مسائل الرق، وما ملكت الأيمان، ولذلك كان القرار إنسانيا خالصا.
إذن الفيلم بمثابة صرخة يطلقها بلال في وجه كل الطغاة، صرخة بدأت قبل آلاف السنين ليصل صداها إلى عالم اليوم. هي صرخة الحرية ليست حرية الجسد فقط ولكن حرية النفس والعقل.
إن رمزية فكرة التحرر من العبودية في الفيلم يمكن الانطلاق منها إلى فضاء حر أرحب، لا قيود فيه، ولا أصفاد. فنحن اليوم وقد تخلصنا من عبودية الجسد علينا التحرر من عبودية العقل.. حيث ما زال البعض مرتهناً إلى سيده! لا أقصد سيده بالمعنى المتعارف عليه في زمن العبودية ولكن تجد البعض قل أو كثر يرهن عقله لغيره. حيث يفكر تفكير غيره، يقول ما يمليه عليه غيره، يسمع ما يريده غيره، يفعل ما يطلبه غيره. هو باختصار عبد مثل سيدنا «بلال» عندما كان اسير لدى سيده «أمية بن خلف» وهذا ما كشف عنه الجدل الذي صاحب الفيلم حيث دخلوا في نقاشات لم يخض فيها الفيلم أصلاً بل حتى أن معظمهم لم يشاهد الفيلم! فقط لأن فلانا قال، وعلانا صرح، وهذا يؤكد حقيقة مفادها أننا مازلنا عبيدا.
علينا أن نصرخ بأعلى صوتنا كالصرخة التي أطلقها بلال بن رباح.. علينا أن نكسر القيود التي قيدنا بها أنفسنا بها طواعية دون إجبار.
إن فيلم «بلال» هو قصة أمل بانتهاء عبودية الجسد، ورجاء بنهاية عبودية العقل. ولك القرار في أن تكون حرا مثل «بلال بن رباح» أو تكون عبدا عند «أمية بن خلف».

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
08/09/2016
3665