+ A
A -


البداية
«وإني أرى ما لاترون»
متن
كنت أُمارس لعبة المسايرة
حتى أبدو متماثلًا للقوالب الجاهزة التي يصنعها لنا المجتمع،
نتمدد طولًا وانكماشًا حسب ما يسمى بالثقافة العامة،
تسمع ما يسمعون
تُحب ما يُحبون
تكره ما يكرهون
فهذا شرع من قبلنا وهكذا وجدنا آباءنا يفعلون!
لكن الحقيقة أني لا أُحب كل الأشياء الجاهزة
لهذا تمردت وتخطيت الحواجز
ولم أعد أكترث إن قالوا إن صاحبكم لمجنون،
أم كلثوم مثلًا.. صوت كئيب ومزعج
هكذا أفهمها
ومن التجارب المملة التي خضتها.. محاولة الاستماع لأغنية كاملة بصوتها الخالي من الرقة والإحساس،
لست عازفا محترفا ولا أكتب نوتة موسيقية
لكني أترجم ما أحسه وأعبر عنه وهذه المحصلة النهائية ولا نقاش في ذلك.
ومن النتائج التي استخلصتها
أن عصرها لم يكن فيه ذكرى أو أنغام
وكانت محظوظة بالكلمات والألحان
أما صوتها فهو ثقيل على السمع ولا يمس الفؤاد.
وحسب النطاق المكاني.. إلى الآن لا أفهم لماذا تُسمى مصر أم الدنيا.
وعندما عرفت سبب التسمية.. ضحكت،
فالاسم أكبر وأهم بكثير من فقرها الفاحش
ومبانيها الباهتة
وشوارعها البدائية
ومطاعمها العشوائية
ونيلها المليء بكل أمراض الأرض!!
أرى أنه يليق عليها لقب «فقر الدنيا» أو «كآبة الدنيا» فهذا أقرب للواقع وأصدق
أما أهلها.. فتتفطر الشفقة بنفسها عليهم،
الوجوه فقدت معالم الحياة
والبهجة اختفت من محياهم
يريدون العيش بأي حال
حتى ضاقت عليهم حدود وطنهم رغم اتساعه
ومن يهاجر منهم.. لايعود
«لايهم متى تصل.. الأهم أن تصل»
أُشفق كثيرًا على من يُصدق هذا الكلام!
وماذا يُفيد إن وصلت بعد فوات الأوان؟
حتى الأحلام والأمنيات لها تاريخ صلاحية وانتهاء.
مؤلم جدًا أن تأتي في غير وقتها،
العمر لا ينتظر.. والسنين لا تقف.
إن لم تُحقق الأشياء التي تحبها في أول عمرك فأرجوك ابحث عن أشياء جديدة.
لا تُصدق تُجّار السعادة وبائعي الوهم،
أولئك الذين يتحدثون بالكلمات المعلبة البعيدة عن الواقع.
وإن أصررت فلا بأس.. غدًا ستعلم أن كلامهم جميل فقط بالكتب ولا يمكن تحقيقه على أرض الواقع.
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
جميل.. هذا يعني أننا نُدرك كل ما نريد
بهذه القوة والعزيمة
رائع.. مع الوقت ستلتفت للوراء لترى خذلان خطواتك وأن الدروب وعرة وليست ممهدة بالحرير
حينها فقط ستعلم أن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن وما قبل ذلك فهو كذبٌ وهراء
إضاءة:
«عش رائعًا بين الواقع والممكن»
آخر السطر:
لا تمد رجلك يا فهيد أطول من لحافك.
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
05/09/2016
3263