+ A
A -
جاء أنينها من القاهرة.. جاءت صرختها من دمشق.. جاءت استغاثتها من القدس.. جاءت شتيمتها من بغداد.. جاءت لطمتها من اليمن.. جاءت حسرتها من غزة. جاءت من مخيمات اللاجئين السوريين من العابرين العباب مهاجرين من الباحثين عن لقمة العيش في الربع الخالي.. ما أقساه من زمن تعيشه الأمة العربية.. التي بدأ انهيارها منذ تآمر حاقدون على الخليفة الراشد عثمان بن عفان ليلتقط الفتنة عبدالله بن سبأ اليهودي اليمني الذي وضع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في مرتبة الإله ليصدر علي حكمه بإعدامه إلا أن أهل الفتنة توسطوا له لينفى إلى مشهد ثم ليعود لتمتد الفتنة بين الإخوة في الإسلام بين أبناء قريش وأبناء هاشم وأبناء من حملوا الأمانة لتتواصل الصراعات والأحقاد والمؤامرات إلى يومنا هذا مما أوجد ما نعانيه- وهو الأسوأ- أمة مشتتة، أوطان كل في واد، وسلامتك يا راسي- نأكل ونشرب وننام، وننام ونشرب ونأكل.. ولا بصيص نور في نهاية النفق يوصلنا إلى حل يعيد اللاجئ الفلسطيني إلى وطنه ولا اللاجئ السوري إلى بلده ولا اليمني ولا العراقي.. الذي بات الآن كما يهود التاريخ أيضا حاله حال الفلسطينيين فتجده في أيسلندا وفي نيوزيلنده وفي أستراليا وفي مانهاتن وبرودوي وفي السويد والنرويج.. تجده حتى في الصومال وفي نيجيريا.
في العام 1979 التقيت عراقيا يبحث عن بوابة العراقية العائدة إلى بغداد ويقول وش جابني إلى لندن ساعة في شارع الرشيد تسوى بريطانيا مع جزرها ومستعمراتها..
فكيف حال العراقي الآن في المكسيك وقد ارتدى البرنيطة وكيف حاله في الصين يحتسى شوربة الأفعي بدل الباجة..
كم هو صعب حال هذه الأمة.. التي ألقت بأبنائها إلى المجهول.. وليس هناك مشروع عربي متكامل يحمي الأطفال الذين أبكت صورهم العالم سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا.. مشروع يحمي النساء من الاغتصاب.. مشروع يحمي الأمة من قادم أسود.
ما زال الأمل قائما ما دام هناك زعيم يرتل القرآن.. وما دام هناك مراكز تهتم بتعليم القرآن فبين طياته النجاة والخلاص.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
30/08/2016
852