+ A
A -
كاتب علماني.. كتب في اوائل الثمانينيات من القرن الذي مضى منتقدا فتاة عربية نزلت إلى شاطئ السالمية بـ«بالبوركيني»، وقبل أن يصبح ذا علامة تجارية بعد أن صممته فتاة عربية لبنانية في أستراليا واطلق عليه هذا الاسم «بور»، اختصار للبرقع «وكيني» من البكيني، وما بين البرقع والبكيني فرق كما الفرق بين الأرض والسماء..
الكاتب العلماني قال: لقد أرادت الفتاة العربية التي ارتدت الثوب المحتشم على شاطئ السالمية أن تجذب الانظار.. لان كل من كان على الشاطئ تجاهل كل الموجودين والموجودات من لابسات المايوه بقطعة أو قطعتين.. ووجه نظره إلى هذه المتسربلة بالثوب الإسلامي.. وكل يبحث عن ثغرة في اللباس تكشف شيئا من مفاتنها وحين لم يجدوا شيئا تحدثوا عن وجهها المكشوف وعن قدميهما وعن الاشعاع المنبعث منها..
لقد أنصفت المحكمة الفرنسية العليا هذا اللباس حين علقت قرار حظره في عدد من البلديات الفرنسية، لتؤكد المحكمة أن لا دكتاتورية في فرنسا لا على الشواطئ ولا في الشوارع ولا في الاحياء ففرنسا التي رفضت ظلم لويس السادس عشر ورفضت ظلم سفاح الثورة الدكتاتور ماكسميليان روبسبير منذ إعدامه عام 1794 وقطع رأسه على المقصلة بنفس الطريقة التي اعدم فيها 6000 فرنسي في اقل من سنة.. فرنسا التي تعرف أن دم الثوار نور وحق.. فرنسا ديغول التي اعطت الجزائر حريتها واعطت لبنان وسوريا استقلالها.. فرنسا الحضارة الناعمة.. تعيد للبوركيني شرعيته وتسمح للنساء بارتدائه على الشواطئ كما تسمح لهن بارتداء الحجاب في الشوارع.

فرنسا تقول للكاتب العلماني.. الحرية الشخصية فوق كل اعتبار.. فلا استعباد للعبيد ولا استعباد للأفكار، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه متسائلا مستنكرا: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
لكن للأسف هناك استعباد بطرق مختلف.. استعباد للفكر والرأي.. تجده في المنزل وفي المدرسة وفي الشارع وفي المؤسسة.. ومن ثم يولد هذا الاستعباد ثقافة استعبادية.. نحتاج لفكر عمر بن الخطاب.. لكي يكون لدينا حرية فردية على شاكلة الحرية الفرنسية..
والله من وراء القصد.. وسلم البوركيني.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
28/08/2016
536