+ A
A -
تتزايد المؤشرات على تقارب في الرؤى بين روسيا وأميركا بشأن مصير الأسد ومسار الصراع في سوريا. ونود أن نطمئن أنصار بشار القلائل أن أيامه تبدو اليوم ولأول مرة، معدودة، بتوافق بين لافروف وكيري.
وإذا كان ابن حافظ أشد أمراء الحرب ممارسة للإرهاب، على حد اعتقاد الغالبية العظمى من الدول والشعوب، فإن تصريحاً للناطق بلسان البيت الأبيض جوش إيرنست يمثل تحولاً رئيسياً باتجاه التسوية في سوريا. وبعد أن قال ايرنست بالحرف الواحد إنه «ليس من الممكن من الناحية العملية، بالنسبة للرئيس السوري الاستمرار بإدارة شؤون البلاد»، أضاف قاطعاً: «روسيا تشاركنا الرأي في تقييمنا هذا، وكذلك تقييمنا لمستقبل سوريا».
لن نقفز للنتائج بتهور أو استخفاف، لكن الروس الذين بدلوا مواقفهم تجاه الأكراد طبقاً لعلاقتهم مع أردوغان، يبدلونها مرة أخرى، مقتربين بذلك من الرؤية الأميركية، والرؤى التركية والسعودية والعربية عموماً. فآخر ما يمكن أن يطمح إليه بشار هو عبور المرحلة الانتقالية مباشرة إلى المنفى.
تأتي هذه الاختراقات على خلفية إعلان الناطقة الروسية ماريا زخاروفا أن تبني موسكو وواشنطن موقفاً مشتركاً إزاء التسوية، دخل «مرحلة مصيرية»، دون أن يتشاورا مع لاعب آخر مهم وهو إيران.
وحسب المتوفر من معلومات، فإن اجتماع الساعات التسع بين كيري ولافروف حقق الكثير ولم يبق إلا القليل بشأن المقاربة الموحدة التي سينتهجها البلدان والتي تشمل أيضا، تنسيقاً عسكرياً مكثفا مهد له ضباط كبار من الجانبين.
وتفيد التقارير أن الأشواط التي قطعها وزيرا الخارجية، أنجزت خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار وخلق ظروف مناسبة للانتقال السياسي، وإدخال قوافل الإغاثة غلى حلب والمناطق الأخرى المتضررة.
وفيما ناقش بوتين وأردوغان، هاتفياً، الأوضاع السورية والعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، بارك الكرملين «الغزو» التركي لشمال سوريا وشدد على التعاون الوثيق مع أنقرة لتحقيق الأمن الاقليمي ومحاربة جميع المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش.
وتضمنت الاندفاعة السياسية الأميركية الجديدة في سوريا، صفعة أخرى وجهها كيري إلى رأس الأفعى، طهران، حين أعلن الناطق بلسان الخارجية في واشنطن أن حكومته تدرس فرض حزمة عقوبات أخرى على إيران بعد ثبوت تزويدها للانقلابيين في اليمن بصواريخ بالستية يستخدمونها في قصف أهداف سعودية مدنية.
وما أزعج إيران المعتدية، بصفة خاصة، قول كيري إن القصف الصاروخي الإيراني للسعودية عبر الأداة الحوثية، لا يهدد أمن المملكة وجاراتها فحسب، بل أمن الولايات المتحدة، وذلك وسط توقعات متزايدة بأن يُعرض الاتفاق النووي مع إيران، على هيئة مراجعة، ما قد يؤدي إلى شطبه أو تعديله جذرياً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
28/08/2016
987