+ A
A -
مر عليّ قرابة نصف قرن عشت فيها حالات الإنجليز بحسنها وبثقيل دمها، وكنت أظن ثقل الدم الإنجليزي قد خف قليلا حتى قادتني قدماي إلى SOAS، معهد الاستشراق البريطاني العريق، في صيف 2015 بعد غياب عنه امتد عشرين سنة تغيرت فيه معالم المبنى الخارجية، مما جعلني أحتاج للسؤال عن المدخل الرئيس واخترت لسؤالي رجلا بان عليه كبر السن ووقار العلم، وليتني لم أفعل لأني وبمجرد أن استأذنت بالسؤال توقف الرجل جامدا ولم ينظر لي وحين اكتملت جملتي قال لي: لا أعرف. هكذا يقول لي من هو بروفيسور ويقولها دون أن ينظر في وجهي: لا يعرف باب المعهد، ودارت بي الذكريات لأستعيد صورة رجل في مطار هيثرو سألته عام 1971: كم الساعة لو سمحت فرد عليّ: هناك ساعة على الجدار.. مستكثرا أن يرفع يده لعينه ويبلغني عن عقارب ساعته، كنت أظن لندن قد تجاوزت هذا الجمود، لكن صاحبي على باب المعهد جعلني أقول: يا ساتر.

بقلم : عبدالله الغذامي
copy short url   نسخ
27/08/2016
3050