+ A
A -
وفقاً لآخر الإحصاءات يبلغ عدد سكان الدول العربية مجتمعة ما يقرب من 400 مليون نسمة يشكلون ما نسبته 17 % من إجمالي عدد سكان العالم الذين يبلغ عددهم اليوم نحو 7 مليارات ومائة وعشرين مليون نسمة.. ومع ذلك فإن مساهمتهم الرياضية في حصد الميداليات في أولمبياد ريو لا تتجاوز نسبة 0.5 %، في حين أن دولة مثل الدنمارك يبلغ عدد سكانها 5 ملايين ونصف المليون نسمة تمكنت من حصد 8 ميداليات حتى اليوم وهو عدد يقترب مما حصده الرياضيون العرب مجتمعين في نتيجة طبيعية ومتوافقة تماما مع القوانين الأرضية والسماوية وقوانين النسب المثلية إذا شئتم!
أمر مضحك ويثير الشفقة أن يذهب ممثلو هذه المجموعة البشرية الاستهلاكية الهائلة إلى مهرجان استعراض قوة الأمم لا لسبب إلا لزيادة عدد المشاركين واكتساب خبرة طالما سمعنا عنها ولم نر نتائجها حتى اليوم.
الأمر ليس مرتبطا بالعرق وإلا لما استطاع عداؤو جامايكا وملاكمو كازاخستان ورباعو إيران من انتزاع الميداليات الملونة وهو حتما ليس مرتبطا بالخلفيات الدينية وإلا لما رأينا العداء البريطاني المسلم محمد فرح يقدم أجمل ملحمة رياضية على الإطلاق عندما سقط أرضا في سباق 10 آلاف متر ثم انتفض كصاعقة من السماء ليلحق بالسباق في آخره وينهيه لصالحه في درس لكل الرياضيين حول ضرورة المقاومة والمحاولة حتى الرمق الأخير.
الأمر كما أراه ويراه كثيرون مرتبط بثقافة هذه الأمة غير المنتجة التي ينخرها الفساد وتتنازعها الصراعات الفئوية والمذهبية وتسود فيها ثقافة التواكل والواسطة والمحسوبية ويتولى فيها الأمر من ليس أهلا له وتنتشر فيها أسئلة من قبيل أنت ابن من ومن أي عائلة؟!
إن أمما تستمتع بتذيل قائمة أفضل الجامعات وأفضل الأنظمة الصحية وأقل الدول فسادا وأكثرها تطبيقا للحكم الرشيد،لا يمكن بحال أن تتسيد قوائم المنافسات الرياضية حيت يحتاج الأمر أكثر بكثير من العضلات لتحقيق الإنجازات.
كما أن أمما لا تسود فيها الحريات الحقيقية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والمحاسبة الحقة يستحيل أن تخرج أجيالا قادرة على فعل شيء أكثر من المنافسة لزيادة عدد المشاركين واكتساب الخبرات الوهمية.
هذه هي سنن الله في الأرض «ولن تجد لسنة الله تحويلاً».
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
17/08/2016
2546