+ A
A -
التعليم هو الأساس لرقي أي دولة أو مجتمع.. لم تكن صدفة أن يرفع تقرير إلى الرئيس الأميركي رونالد ريجان في بداية الثمانينات «أمة في خطر» ولم يكن التقرير يقصد بالخطر هو هجوم محتمل من الاتحاد السوفياتي آنذاك على الأراضي الأميركية بل كان تحذيراً شديد اللهجة للقائمين على أمر التعليم في أميركا حينما اكتشفوا أن طلاب المرحلة الثانوية في ألمانيا وروسيا قد فاقوا في مستويات التعليم والتحصيل والدراسة عـن الطلاب الأميركيين خاصة في مجال العلوم والرياضيات.
وهنا بدأ العصر العلمي في أميركا وحظي باهـتمام الرئيس نفسه وتشكلت اللجان واتخذت خطوات مهمة من أجل أصلاح التعليم إلى أن استعادت الهيبة والمكانة المعـروفة عالمياً عن التعليم بالولايات المتحدة الأميركية.. وسنوياً بالولايات المتحدة تجري البحوث والدراسات لقياس مستوى التعليم بأميركا ومقارنته بوضع التعليم بالعالم وإجراء المقارنات والاستطلاعات للتأكد من أن التعليم بمساره الصحيح.
والاستطلاع الأخير لأفضل الجامعات وأفضل المؤسسات التعليمية حول العالم وقد أجري بأميركا كانت المؤشرات أميركا لديها 242 جامعة من أفضل الجامعات بالعالم تليها الصين بعدد 90 جامعة ثم اليابان بعدد 74 جامعة وثم بريطانيا بعدد 65 جامعة وتركزت عناصر الدراسة حول جودة المادة العلمية ومستوى التدريس وقوة تأثيره ومدى القدرة على توظيف الخريجين وإيجاد فرص عمل للخريجين.
ولله الحمد نحن ببلد نفخر للمستوى الذي وصل به مجال التعليم وبافتتاح الجامعات العالمية بدولتنا الحبيبة ولكن حقيقة مازلنا بالبداية ونسير بخطى بطيئة في عالم متغيراته تدور بسرعة البرق.. لابد لنا من اللحاق الفعلي بالمستويات العالمية للتعليم... ونعلم بأن ملايين الدولارات أنفقت ومازالت وجهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر فعالاً ويشار له بالبنان بناتنا وشبابنا يدرس ومبتعـث بأفضل الجامعات بالعالم، ولكن هذا مازال فقط فرص تعليمية أفضل.. وسؤالي هنا لم لا يكون التعليم في قطر والخليج والوطن العربي كمسؤولية أمن قومي طويل الأجل والأموال التي تصرف في البعـثات للجامعات بالدول الغـربية إنما هو دعم غـير مباشر لاقـتصادهم ولدعم جامعاتهم.. لم لا يتم الاهـتمام بجامعاتنا وتطويرها عـلى نحو يجذب العالم لنا ولنستقطب طلاب الوطن العـربي أجمع فقط في دولنا العـربية.
لا نختلف إذا قلنا لابد من تضافر الجهود من أجل أن يكون هـناك تنسيق بين كافة الدول العربية وإعادة النظر في تكامل النظرة الشاملة لتغيير التعليم كماً ونوعاً ليتلاءم مع احتياجاتنا المستقبلية ونرغـب بقفزة في مستوى جامعاتنا العـربية لتصعد بمستوى الجامعات الغـربية وتحتل مكانة عالمية، ولدينا ولله الحمد الكوادر البشرية القادرة على ذلك والمتميزة كذلك في معظم دولنا العربية والخليجية خاصة لابد لنا من ضخ استثمارات تعود لنا بالفائدة وتغـيير الصورة العامة عن التعليم بالفائدة التي تعـود عـلينا وعـلى أمتنا العـربية جمعاء.
لنبدأ من الآن فالتعليم صناعة لا تؤجل ولا تحتمل التأخير.. الآمال كبيرة والأمنيات كثيرة والطموح همته عالية وقادر بإذن الله لابد من التخطيط ولابد من التنفيذ.
إيمان عبدالعزيز آل اسحاق
نيويورك
copy short url   نسخ
10/08/2016
3143