+ A
A -
في دراسة شبه رسمية «إسرائيلية»، تحت عنوان «تقرير الكراهية» التي أجراها صندوق «بيرل كتسلنسون» وشركة الأبحاث والاستطلاعات (فيغو)، تم عرضها على أعمال الكنيست «الإسرائيلي» بطلبٍ من النواب العرب يوم الثلاثاء 2 أغسطس 2016، أظهرت تلك الدراسة تزايد دعوات العنف ضد المواطنين العرب في المجتمع «الإسرائيلي». فقد أوضحت تلك الدراسة ظهور (175) ألف دعوة لارتكاب أعمال عنف ضد المواطنين العرب في الداخل المُحتل عام 1948، ظَهَرَت على مواقع التواصل الاجتماعي في «إسرائيل»، خلال الأشهر المنصرمة من العام الجاري 2016. كما تَبيّن أن الغالبية العظمى من هذه الدعوات، وبنحو (70 %) كتبها ودعا لها أشخاص ينتمون لمعسكر اليمين «الإسرائيلي» بشقيه «التوراتي والقومي العقائدي».
الدراسة أشارت في جانب خطير منها، إلى أن شبكات التواصل في «إسرائيل» تَنشُرُ كل ثلاث ثوان رسالة، تُوجه فيها الدعوة لجمهور الرعاع والغوغاء في «إسرائيل» لارتكاب عمل عنيف ضد مواطني الدولة من العرب الفلسطينيين أصحاب الوطن الأصليين.
الخطير أيضاً، في تلك الدراسة، أن مفردات دعوات العنف المُدونة بأقلام المتطرفين «الإسرائيليين» تَحُضُ على القتل، والتصفية، والكسر، والإبادة، والحرق وما إلى هنالك من مفردات عُنفية وفاشية، وأن (83 %) من الدعوات لارتكاب عمل عنيف كتبها رجال، وأن (66 %) من هذه الدعوات كتبها شبان تقل أعمارهم عن (30) عاماً.
إن مؤشرات نتائج الدراسة إياها، تَدُلُ على المزيد من الغرق المُتتالي في قيعان الفاشية داخل المجتمع «الإسرائيلي» برمته، وحتى في أعلى مؤسسات الدولة العبرية الصهيونية، والأمر لا يتمثل هنا فقط في كمّ القوانين وفحواها التي يجري سنها وتشريعها ضد المواطنين العرب، وآخرها قانون الإقصاء الذي طال النواب العرب في الكنيست، وإنما أيضاً في كيفية طرحها، وتسويقها والتنظير لها، وفي دورها بتأجيج مشاعر الكراهية والعنصرية ضد المواطنين العرب في «إسرائيل»، لتصبح في حقيقتها قوانين لتوليد العنصرية والكراهية وسيادة التطرف.
إن فحوى تلك الدراسة، يُعَبّر عن تحوّلات ليست بالعابرة تجري في «إسرائيل» منذ وقتٍ ليس بالقصير. في بنية المجتمع الاجتماعية واتجاهاته، وفي بناه السياسية والحزبية، وكان آخر تلك المشاهد في التحولات الملموسة تعيين المتطرف اليهودي المولدافي الأصل أفيغدور ليبرمان وزيراً للحرب في حكومة ائتلاف اليمين بقيادة بنيامين نتانياهو.
وعليه، فإن نتائج ومدلولات الدراسة إياها، تنسجم مع التحوّل اليميني المُتتالي في «إسرائيل» وآخره تعيين رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان على رأس وزارة جيش الاحتلال «الإسرائيلي» بعد صفقة مشتركة تمت بين بنيامين نتانياهو وأفيغدور ليبرمان، لتصبح المؤسستان السياسية والعسكرية «الإسرائيلية» تحت قيادة مجموعة من المهووسين والمغرورين والمتطرفين، حيث الذهاب بعيداً أكثر نحو اليمين والتطرف، في حكومة هي الأكثر تَشَدُداً في تاريخ «إسرائيل». بحيث باتت تركيبتها أكثر مطواعية لتلبية وتنفيذ دعوات اليمين واليمين المتطرف تجاه المواضيع المطروحة، بما في ذلك جولة جديدة وموسّعة من التّعيينات الحكومية في المواقع ذات القرار للعديد من الرموز الغارقة في فاشيتها وعنصريتها، وبالتالي في تشجيع وتنمية روح الكراهية والعنصرية ضد المواطنين العرب أبناء الدولة.
بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
05/08/2016
1505