+ A
A -
من بين كل الأخبار العاجلة التي تحفل بها الوكالات وهي أخبار عادة ما تكون مكتوبة باللون الأحمر القاني، لفت نظري خبر وصول طائرة (سولار امبلاس) إلى محطتها الأخيرة العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد أن قامت بأول رحلة تجريبية لها دارت خلالها حول العالم في مدة تصل إلى عام و5 أشهر رغم أن الخطة الاصلية كانت تقضي بإتمام المهمة خلال 5 اشهر فقط، وبطبيعة الحال فإن الملفت أن الطائرة لم تستهلك خلال الرحلة الطويلة ولا حتى لترا واحدا من الوقود الأحفوري بل اعتمدت بشكل كامل على الطاقة الشمسية والتكنولوجيا النظيفة.. وهو إنجاز تاريخي بكل المقاييس.
هذه الطائرة التي تكبر أجنحتها أجنحة طائرة البوينغ والتي لا يتجاوز وزنها وزن سيارة صالون حققت خلال رحلتها إنجازات غير مسبوقة، منها رقم قياسي جديد سجله الطيار السويسري اندريه بورشبرغ لأطول رحلة طيران منفردة من دون توقف (نحو 118 ساعة بين اليابان وهاواي).. وكانت «سولار إمبالس 2» أيضا أول طائرة عاملة بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي، في رحلة بين نيويورك وإشبيلية.
بعد انطلاقها من أبوظبي العام الماضي، تنقلت «سولار امبالس 2» المزودة بسبعة عشر ألف خلية ضوئية بين أربع قارات، وعبرت المحيطين الهادئ والأطلسي.. وقد توقفت على التوالي في مسقط وأحمد آباد وفاراناسي في (الهند) وماندالاي في (بورما) وشونكغينغ ونانكين في (الصين) ثم ناغويا في اليابان، وهاواي في الولايات المتحدة، قبل أن تواصل رحلتها إلى نيويورك مرورا بكل من سان فرانسيسكو وفينيكس وتالسا ودايتون وليهاي وفاليي.
بطبيعة الحال لا يحتاج المرء أن يكون خبيرا في الطاقة المستدامة ليدرك أن الاستخدامات التطبيقية المرتبطة بهذه الرحلة قد تغير وجه العالم بأشكال لم نتصورها من قبل، وكما كان الحال مثلا مع جهاز الجوال الذي بدأ بقطعة جامدة يصل وزنها إلى نصف كيلوغرام وانتهى خلال اقل من عقدين إلى جهاز بوسعك أن تمارس عليه كل نشاطاتك الحياتية فإن الطاقة الشمسية قد تتحول قريبا إلى مصدر مهم ومجدٍ اقتصاديا لتوفير الطاقة.
من السابق لأوانه بطبيعة الحال الحديث عن سيارات تسير بالطاقة الشمسية بشكل كامل لكن لم يعد من المستبعد أن تستخدم سيارات المستقبل مصادر الطاقة الثلاث الوقود والكهرباء والطاقة الشمسية.
يمكن مثلا أن يتم الاستغناء عن البطارية في السيارات بشكل تام والاستعاضة عنها ببطارية شمسية قابلة للشحن، ويمكن أيضا أن يتحول الموبايل إلى جهاز يشحن ذاتيا بالتعرض للشمس لفترة قصيرة يوميا، هذا فضلا عن أن الشركات المصنعة للطائرات المدنية قد تلجأ هي الأخرى إلى إدخال تكنولوجيا الألواح الشمسية إلى طائراتها لتوليد جزء من الوقود قد يصل إلى 10 أو 20 بالمائة في المستقبل. شكرا لكل من يقدم للعالم فكرة جديدة تجعله أكثر إنسانية و«نظافة».
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
03/08/2016
2464