+ A
A -
وصلت معاناة اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك وباقي المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية إلى حدود عالية من التأزم، حيث استمرار الفاقة والتهجير، وتراجع مستويات المعيشة إلى حدودٍ لم تَعُد تُحتمل، فضلاً عن تزايد المصاعب الاقتصادية اليومية، وتراجع المداخيل، وتراجع فرص العمل، وغياب معظم القوى والفصائل الفلسطينية عن دورها المنشود بالحدود الدنيا منه، فيما لاتزال وكالة (اونروا) تعمل على تقديم المساعدات العينية والغذائية وفق نظام مُحدد وضعته منذ نهاية العام 2012، فضلاً عن الدعم الغذائي من منظمة التحرير الفلسطينية من حين لآخر.
إن حالة فلسطينيي سوريا، تتسم الآن بالضعف المُتسارع في قدرات الصمود، وتنامي الاحتياجات الإنسانية، وقد تضررت جميع مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين بشدة، وعانت عدة مناطق، من ويلات ما يجري، مثل مخيم اليرموك ومخيم درعا ومخيم حندرات شمال حلب ومخيم سبينة في ريف دمشق الجنوبي، ولحقت بها أضرار بالغة ونزوح شبه شامل لساكنيها. فنتائج النزوح والدمار كانت كارثية على فلسطينيي سوريا، ومازالت تلقي بظلالها القاتمة على أوضاع وحياة الناس، حيث تتوالد صعوبات يومية كبيرة في إيجاد «آليات التكيف» مع الواقع المأساوي الجديد. فالمعلومات المستقاة من مصادر مختلفة تشير بأن خُمس اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لا يتوفر لديهم مصدر للدخل، وأن (45%) يعيشون على كفاف يومهم، وأن (86%) منهم بحاجة للمساعدة المستدامة في الظروف الراهنة.
وكالة (أونروا) أشارت في تقرير أخير لها، صدر قبل أيام خلت، أن ما يقارب من (110.000) لاجئ فلسطيني مُسجلون لديها في سوريا قد أجبروا على الفرار إلى البلدان المجاورة ولأبعد منها.

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
31/07/2016
2021