+ A
A -
احتضنته كما كنت أفعل قبل عشرين عاما حين نلتقي بعد غياب، قابلني بجفاء وسألني عن اسمي، وحين أعلنت له من أنا قال: هل تعرفني؟!..بكيت!!
كان هو زميل دراسة وزميل عمل ورفيق سنوات الشيطنة.. فقد الذاكرة والفاعل..الزهايمر.
**
صليت العشاء، سلمت ميسرة، انه صاحب البقالة في مخيم جبل الجوفة في العاصمة الاردنية عمان، ابراهيم ابو ليمون، صديق والدي.. اخذته بالاحضان.. بادلني بذهول وتعلقت عيناه في جبيني متسائلا: من انت؟
قلت: كيف وأنت من كان يعرف زبائنه، والمبالغ المستحقة على كل منهم واسماء التجار وحقوق كل منهم، ما الذي حدث؟ قال: نعمة من الله ان أنسى، انه الزهايمر».
التقيتها بعد 40 عاما سألتها: هل غفرت؟ أجابت:
«النساء تغفر ولكن لا تنسى!! سألت: حتى من أصابها الزهايمر؟
بعد زواج عن حب دام أربع سنوات تخرجا سويا وعملا سويا وذهبا شهر عسل إلى انتاليا وشلالات نياجرا وبعد انجاب ولدين وبنتين في السنوات العشر الأولى
وقفت أمام القاضي وقالت: أطلب بموجب القانون أن أخلع هذا الرجل ولا أريده زوجا ولا أريد شيئا منه، لا مؤخر صداق ولا أولاد ولا حقوق متعة.
القاضي قال للزوج: ماذا تقول؟ قال: خيانة.
ردت: الخيانة لا ترقص بقدم واحدة انظر إلى من يقف إلى جوار قدمك... قال:
كانت حالة ضعف أو غفلة أو ذهول، حالة صراع وتردد بين الإقدام والإحجام..
حالة قصور في التذكر بسبب تحرك غريزة أخرى وسيطرتها مثل غريزة الاستكشاف أو حب البقاء أو التملك أو الشهوة.. قالت: اخلعني
قال القاضي للزوج: كثيرون يمرون بمرحلة إشراق ووهج ثم يعتريهم (فتور)، يجعل التأويل صعبا فأنت خالعة وانت مخلوع.
وبكت القاعة على أطفال انطلقوا يحتضنون الأم التي لم تبال وغادرت تقول: غفرت ولكن صعب عليّ نسيان الخيانة.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
30/07/2016
972