+ A
A -
أي صغيري، انك تتعاطى مع شتى ألوان البشر، ولتواصل آمن معهم، اترك مسافة ذراع في التعامل المباشر مع الناس وقيد مترين بين مركبتك ومركباتهم.
ان لم تحترف التمثيل، فلا تفرط في استخدام لغة جسدك في الحديث.. فهي مناط مراوغة، واستعض بمفردات واضحة مهذبة، ولتجامل خلق الله من السحاب للعباب ولتبتسم أكثر مما تتحدث وتمزح، فتزبد وترغي، فتخسر وقتك وتكسب السيئات.
ان توحيد الله ليست كلمة ولا تتوقع من أب أن يحتفي بك لأنك بمودة تعامله وحده، ثم تكره أبناءه، وبالأحرى، فلا تنتظر من الله ان يقبلك، لأنك تحبه وحده وتحتقر خلقه!
الدنيا محسدة محقدة ومشاعر التباغض والتناحر ليست مستحدثة أو وليدة اليوم، فقابيل قتل أخاه من يوم أول، فلا يغرنك أحاديث العوام وبكاؤهم على أطلال الأزمان الماضية، فأنت لن تتمكن سوى من تحديث سلوكك، فوجه عزمك صوب تزكية بواعثك وتطهير مقاصدك والانتصار على معوقاتك.
اقتص لنفسك بيدك حينما تشفق على غريمك، أما لو أردته مقضياً عليه، فاترك مظلوميتك لخالقك، فإن بطش ربك لشديد ومن سنن الله في كونه أنه نصير المظلوم ولو كان كافراً.
من حسنات الذنوب انها تورث التوبة، كما ومن مميزات الأخطاء أنها تكسر علياء الفرد وتحثه على الإصلاح.. ومن سنة الكون أن يخطئ البشر، لكن من فرائضه الاعتذار.
فالله يغفر الذنوب جميعاً لو استتبعت باستغفار وإصلاح.. والبشر قد يصفحون عن زلاتك، لكن لا يتهاونون في تجاهلك الاعتذار الجاد لهم.
سيخلق لك الله من نفسك زوجة، فإن أكرمتها أكرمت نفسك وإن أهنتها أهنت روحك بنفسك، وإن ضربتها فقد ضربت يمينك بشمالك. وسينفض الجمع من حولك حين تشيب، وسيأتي يوم لن تمرض وتقف سالماً، إلا على يد من أوقعتها أرضاً.. ولسوف تحزن.
من أهم ما منح للإنسان هو القدرة على الحب ومن أهم ما منع عنه هو لياقة تحديد غاياته العليا في الحياة، فلا تضل عن أهدافك الجوهرية.
العزلة توفر السكينة الأساسية لاستحضار وجود الله وفهم رسائله. وأن تكون قادراً على خيار العزلة يحتاج لتربية ذاتيَّة!
لا يلهك التكاثر، فلا تفكر في ماذا لو اضيفت سنوات لعمرك، بل أضف حياة لسنوات عمرك.
لا تلوث صبرك بالشكوى، بل ضمد ابتلاءك بالدعاء.
انثر من زهور فاهك على محيطك، فسينالك من طيب شذاها.
لو أردت إنهاء علاقتك بأحدهم، فتخيله صريعاً، فلو شعرت بندم على الخيال، فسارع وتواصل معه في الواقع. وأعط مساحة ضيقة لأحزانك وقيض غضبك واترك الباب مفتوحاً لخط رجعة.
إن تسامحك من دلائل حريتك ورفعتك.
ستجد عشقا لدى البشر للتشدق بماراثون مصائبهم لدرء الحسد، أما أنت فبنعمة ربك فحدث لجلب مرضاة الله.
اهتم بمظهرك لكن، لا تكن وطنيتك كلامية وتدينك شكلياً وعلمك سطحياً وجوهرك خواء.
احرص على أن تهتدي لإنسانيتك عوضاً على الحرص على أن تهدي الناس لعقيدتك.
إن أثابك الله بغم فاعلم أن الغم مثوبة كما الفرح، فهو يبتليك ليهديك لا ليؤذيك.
الفشل ولد سفاح لا أب له، أما النجاح فالكل يتبناه. فابتعد عمن يعرفونك لنجاحاتك.
ابحث عن كنزك في نفسك لأنك حينما تقتبس أفكارا، فأنت كمن يقرر اللجوء للتبني دون أن يقدم على الزواج، فيحكم على نفسه بالعقم دون الاخذ بالأسباب!
كاتبة مصرية
بقلم : داليا الحديدي
copy short url   نسخ
30/07/2016
9014